
المقدمة
في عالم تُخاض فيه الحروب وتُصاغ فيه السياسات باسم "الإنسانية"، تحوّلت بعض منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان إلى أدوات وظيفية ضمن أجندات القوى الكبرى. ورغم العمل النبيل الذي تقوم به بعض الجهات، إلا أن الطابع الانتقائي في مواقف وتقارير عدد من المنظمات الدولية يطرح سؤالًا مشروعًا: هل نحن أمام ضمير عالمي، أم جهاز مراقبة موجّه؟
المسلمة الكاذبة
"المنظمات الدولية لحقوق الإنسان والإغاثة تعمل بمهنية وحياد لخدمة الإنسانية دون تحيز سياسي."
الهدف من هذه المسلمة
- منح مصداقية لتقارير تُستخدم لتبرير قرارات دولية أو عقوبات.
- شرعنة التدخلات الخارجية تحت غطاء إنساني.
- إدانة أنظمة سياسية مستقلة لا تتماشى مع مصالح الغرب.
- حماية الأنظمة الحليفة رغم انتهاكاتها الواضحة.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- تسويق المنظمات على أنها جهات "مستقلة"، رغم التمويل الحكومي لبعضها.
- التركيز الإعلامي على تقاريرها عندما تخدم السردية المطلوبة، وتجاهلها إن خالفتها.
- استخدام مصطلحات مطاطة: "انتهاكات"، "قمع"، "ديكتاتورية"، دون تأصيل قانوني متماسك.
- السكوت عن الجرائم إن ارتكبها حلفاء الغرب، كما في فلسطين واليمن.
- استخدام التقارير لتأجيج الرأي العام ضد حكومات معينة.
النتائج المتحققة فعليًا
- تسييس العمل الحقوقي والإغاثي وتآكل الثقة فيه.
- تجاهل مآسي كبرى لا تخدم المصالح، مقابل تضخيم حوادث هامشية إن استدعت الحاجة.
- تحويل "الحق في الحياة" إلى سلعة تُمنح وتُمنع بحسب الموقع الجيوسياسي.
- استعمال المنظمات كأذرع استخباراتية أو استطلاعية في بعض المناطق.
- تحريف مسار المساعدات لصالح قوى الأمر الواقع، كما حدث في بعض مناطق النزاع.
الخاتمة
ليس كل ما يُقدَّم بوجه إنساني نقيًا من الغايات. فقد تكون المنظمات الحقوقية بالفعل صوتًا للضعفاء، لكن حين يُضبط هذا الصوت على إيقاع المصالح، فإنه يتحوّل من ضمير للإنسانية إلى بوق للهيمنة. وحين تُنتقى القضايا وتُصنَّف الضحايا، تصبح العدالة مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي.
كلمات مفتاحية
منظمات حقوق الإنسان، العمل الإنساني، الإغاثة الدولية، تسييس المساعدات، تقارير حقوق الإنسان، التدخلات الإنسانية، انتقائية العدالة، العلاقات الدولية، الأمم المتحدة، الصليب الأحمر، العفو الدولية، هيومن رايتس ووتش، التضليل الإعلامي
وصف الصورة المقترحة
مشهد لمؤتمر صحفي تظهر فيه لافتة منظمة حقوقية مع خلفية لضحايا في منطقة منكوبة، بينما على الطرف الآخر من الصورة يظهر مسؤول سياسي يبتسم وهو يحمل تقريرًا بعنوان "الانتهاكات الموثقة"، في تناقض بصري صارخ بين المأساة والانتقائية.