عنصرية الإعلام الغربي: ضحاياهم بشر... وضحايانا أرقام

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الأولى: الإعلام
المقال (5): عنصرية الإعلام الغربي: ضحاياهم بشر... وضحايانا أرقام

المقدمة
في عالم الإعلام، لا يُقاس الألم بالمأساة، بل بالهوية. حين يُقتل غربي في هجوم، تُفتح له نشراتٌ خاصة، تُذاع صوره، تُروى قصته، يُعلن الحداد. لكن حين يُباد حيٌّ كامل في فلسطين أو يُقتل عشرات في اليمن أو يُحاصر شعب في السودان، يُذكرون في نشرة عابرة، تحت عنوان: "مقتل العشرات". لا أسماء، لا وجوه، لا قصص، بل أرقام. فهل هذا خلل في التغطية؟ أم عنصرية ممنهجة تُعيد إنتاج فكرة أن "ضحايانا أرقى من ضحاياهم"؟

المسلمة المزعومة: الإعلام يقدّم معاناة البشر كلها بعدالة وإنصاف
يُفترض أن الإعلام الإنساني لا يفرّق بين ضحية وضحية، وأن المأساة إنسانية بصرف النظر عن جغرافيا أو دين أو عرق. لكن تغطية الأزمات تكشف أن دم الإنسان الأبيض أغلى، وصورته أهم، وقصته تُروى بدموع، بينما يُعامل المقهورون في الجنوب كأرقام زائدة.

الهدف منها: ترسيخ التفوّق الأخلاقي والإنساني للغرب
حين تُعرض ضحايا "الآخر" ككتلة لا تُرى تفاصيلها، يُصبح من السهل تبرير التجاهل، أو حتى التواطؤ مع القتل. ومن خلال إبراز آلام الغرب وتهميش معاناة غيره، يُعاد إنتاج سردية أن الغرب أكثر تحضّرًا، وأن آلامه تمثل "خطرًا على الإنسانية"، أما آلام الشرق فـ"شأن داخلي" أو "مشكلة تقليدية".

الأساليب المستخدمة: شخصنة الضحية الغربية وتجريد الأخرى

  • تقديم الضحية الغربية كإنسان له اسم وصورة وقصة ومُستقبل.
  • اختزال ضحايا المسلمين أو شعوب الجنوب في عبارات مثل "قُتل العشرات".
  • استخدام لغة سلبية عند الحديث عن تفاعل الضحية الشرقية مع القمع (مثل: "أعمال شغب" بدلًا من "احتجاجات").
  • تغطية إعلامية مكثفة لحادثة واحدة في الغرب، وتجاهل مجازر كاملة في غيره.
  • تصدير خطاب إنساني مشروط: "نحن ندين العنف... لكن يجب أن تفهموا سياق الأمن القومي".

النتائج: ترسيخ التفاوت في القيمة بين البشر وإعادة إنتاج الهرم العرقي
ينتج عن هذا التفاوت في التغطية شعور عالمي بأن الغرب هو مركز الإنسانية، وأن غيره هو الهامش. يُصبح من السهل تبرير الاحتلال، أو فرض العقوبات، أو التواطؤ مع الأنظمة القمعية، ما دامت الضحايا لا تُشبه "نموذج الإنسان الكامل" كما يُقدّمه الإعلام.

الخاتمة: العدالة الإعلامية تبدأ من اللغة، وتنتهي في الضمير
حين نُشخّص ضحية ونجرّد أخرى، نكون قد حكمنا دون أن نقول شيئًا. الإعلام لا يكتفي بعرض ما يجري، بل يُعلّم الناس كيف يشعرون، ومن يُحزنهم، ومن لا. لذلك، لا يكفي أن نطالب بحرية التعبير، بل بحرية الرؤية المتساوية لكل ألم إنساني.

كلمات مفتاحية
عنصرية الإعلام، ضحايا الغرب، ضحايا المسلمين، التغطية غير العادلة، الإنسان الأبيض، الإعلام الغربي، التمييز في التغطية، التضليل الإنساني، مأساة منسية، مجازر بلا أسماء

وصف الصورة المقترحة
مقدمة نشرة أخبار تُعرض على الشاشة: في نصفها الأول وجه شاب غربي باسم وصورة وعبارة "وفاة الشاب المأسوف عليه"، وفي نصفها الآخر شريط أحمر مكتوب فيه "مقتل 47 شخصًا في غارة جوية"، مع صور باهتة ومشوّشة لدمار. تُظهر الشاشة الفرق في التغطية والاهتمام. (صورة رمزية، أفقية، بدون كتابة مباشرة)

أحدث أقدم
🏠