المسلمات الكاذبة - الاستعمار والهيمنة: إسرائيل في الإعلام: من دولة احتلال إلى ضحية أبدية

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة
المجموعة الثانية: الاستعمار، الحروب، والهيمنة المباشرة
المقال (4): إسرائيل في الإعلام – من دولة احتلال إلى ضحية أبدية

المقدمة

كيف تتحوّل دولة تحتل أرضًا، تهجّر شعبًا، وتقيم نظام فصل عنصري، إلى "الضحية" الأبدية في الوعي العالمي؟ إنها ليست معجزة إعلامية، بل صناعة متقنة لحكاية كاذبة أُعيد تكرارها حتى صارت مسلّمة لا تُمسّ. فحين يُعاد تشكيل التاريخ بلغة العاطفة والابتزاز، تُغتال الحقيقة لصالح الرواية الأقوى صوتًا لا الأقرب للواقع.

المسلمة المزعومة

أن إسرائيل محاطة بالأعداء، وأنها تخوض حرب بقاء دائمة ضد الإرهاب.
تُصوّر على الدوام كدولة صغيرة محاطة بالمتوحشين، تسعى فقط للدفاع عن نفسها، بينما أي مقاومة فلسطينية تُوصم بالإرهاب.

الهدف منها

  • شرعنة الاحتلال وتبرير الاستيطان.
  • تجريم المقاومة وتجريدها من بعدها الإنساني والوطني.
  • ابتزاز الغرب أخلاقيًا باسم "الهولوكوست" لحماية إسرائيل من النقد.
  • تحويل الأنظار عن الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان.

الأساليب المستخدمة

  • احتكار اللغة: مفردات مثل "الإرهاب"، "حق الدفاع عن النفس"، "الحدود المتنازع عليها" تُستخدم لتزييف الحقائق.
  • البكاء الاستراتيجي: تضخيم مشاهد الخوف لدى المستوطنين مع تجاهل المجازر في غزة والضفة.
  • شيطنة الطرف الآخر: الفلسطيني دائمًا مشبوه، متطرف، يُختزل في صورة مقاتل ملثم.
  • رقابة مزدوجة: تُمنع صور الضحايا الفلسطينيين من الانتشار، بينما تُضخم صور الهلع الإسرائيلي.
  • اختراق المنصات الغربية: عبر الإعلام، والسينما، والأكاديميا، ومراكز الأبحاث المدعومة.

النتائج الواقعية

  • تبلّد الضمير العالمي تجاه معاناة الفلسطينيين.
  • تجريم أي نقد لإسرائيل عبر تهمة "معاداة السامية".
  • فرض سردية واحدة على النقاش السياسي والأكاديمي.
  • خلق جيل كامل في الغرب يجهل أن هناك شعبًا يُذبح يوميًا.
  • تحويل الجرّاح إلى جاني، والضحية إلى إرهابي.

لقد نجح الإعلام في قلب الطاولة: من يملك القنابل النووية صار "خائفًا"، ومن يُقصف ليلًا نهارًا صار تهديدًا عالميًا.

الخاتمة

الوعي ليس محايدًا حين يُصاغ بلغة الأقوياء. ومعركة فلسطين لم تُحسم في الميدان فقط، بل في الكاميرا، والعنوان الإخباري، والمصطلح المختار. آن الأوان لتحرير عقولنا من سرديات الاحتلال، وأن نعيد السؤال الأول: من هو الضحية؟ ومن هو الجلاد؟

سلسلة: التضليل الإعلامي والمسلمات الكاذبة

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.