
المجموعة السادسة: المجتمع الغربي
المقال (6): أنتج، استهلك، اصمت: الحرية في زمن السوق المفتوحة
المقدمة
في المجتمعات التي تفتخر بحريتها، يُخيَّل للإنسان أنه سيد قراره، حرّ في خياراته، ومسؤول عن مصيره. غير أن نظام السوق المفتوحة الذي يحكم العالم المعاصر لا يكتفي بتنظيم الاقتصاد، بل يغزو العقول ويعيد تشكيل القيم والسلوك، حتى تغدو الحرية مجرد شعور زائف في عالم تحكمه آليات الإنتاج والاستهلاك. فهل نحن أحرار فعلًا... أم مجرد تروس تدور في آلة السوق؟
المسلمة الكاذبة
"الحرية الفردية تتحقق بأقصى صورها في المجتمعات الرأسمالية المفتوحة."
الهدف من هذه المسلمة
- إقناع الأفراد أن حريتهم تُقاس بقدرتهم على الشراء والاختيار من السوق.
- تحويل المواطن إلى مستهلك، والإنسان إلى منتِج للأرباح لا للأفكار.
- تمييع القيم الجماعية أمام اندفاع الذات نحو اللذة والامتلاك.
- استبعاد أي نظام أخلاقي أو ديني قد يحدّ من رغبات السوق.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- ترويج الحرية بوصفها تحررًا من كل قيد: قيمي، ديني، جماعي.
- ربط النجاح الذاتي بالقدرة على الاستهلاك والاستعراض.
- تحويل الفن والإعلام إلى أدوات تسويقية للماركات والمنتجات.
- التعتيم على الوجه المظلم لنظام السوق: الاستعباد الوظيفي، التهميش، القروض، الانهيارات النفسية.
- تسليع كل شيء: العلاقات، الجسد، الهوية، وحتى القضايا السياسية.
النتائج المتحققة فعليًا
- تآكل العلاقات الإنسانية لصالح الفردانية والاستهلاك.
- انهيار المعنى الحقيقي للحرية: لم يعد حرًا من لا يملك بطاقة ائتمان.
- تحوُّل التعليم والثقافة إلى سلعة تُباع لمن يملك لا لمن يستحق.
- تفاقم العزلة والاضطرابات النفسية رغم وفرة "الخيارات".
- سيطرة الشركات العملاقة على الذوق العام والتوجهات الاجتماعية.
الخاتمة
الحرية التي لا تُنتج وعيًا ولا تمنح الإنسان سلطانًا على نفسه، ليست حرية، بل وهم مريح يُخدّر العقول لتواصل الدوران في طاحونة السوق. في زمن تُختزل فيه الكرامة في سلعة، والاختيار في عرض ترويجي، لا بد أن نعيد تعريف الحرية بوصفها تحررًا من الهيمنة لا تحللاً من الهوية.
كلمات مفتاحية
الحرية الزائفة، السوق المفتوحة، الرأسمالية، الاستهلاك، الهيمنة الناعمة، تسليع الإنسان، الإعلام التجاري، الفردانية، القيم الغربية، النظام النيوليبرالي
وصف الصورة المقترحة
إنسان يسير وسط شارع مكتظ بالإعلانات التجارية العملاقة، وعلى وجهه تعبير ذهول أو ضياع، يحمل في يده أكياس تسوّق، بينما في السماء شاشة رقمية تومض بكلمة "Freedom" فوق وجه يبتسم آليًا.