
الفرق بين الهدف المعلن والهدف الخفي
- الهدف المعلن: هو التفسير الرسمي أو الخطاب الإعلامي المصاحب للحدث، ويُقدَّم للرأي العام لشرعنة الفعل وتبريره.
- الهدف الخفي: هو الغاية الحقيقية التي يسعى إليها صانع الحدث، والتي قد تكون استراتيجية، اقتصادية، أو أيديولوجية، ولا تُذكر صراحة لأنها قد تُثير الرفض أو تُعرِّي دوافع الفاعل.
كيف نكشف الهدف الخفي؟
1. التحليل البنيوي للخطاب
افحص اللغة المستخدمة في تبرير الحدث: من يُسمّى "إرهابيًا"، ومن يُمنَح لقب "ضحية"؟ كيف يُوزَّع الحق والخطأ؟ هذا التحليل يُساعد على كشف الانحيازات ومحاولة توجيه الإدراك.
2. تتبع النتائج لا الأقوال
ما الذي تغير بعد الحدث؟ من استفاد فعليًا؟ من خسر؟ الأهداف الحقيقية تُقاس بالنتائج على الأرض، لا بالتصريحات الصحفية.
ما الذي تغير بعد الحدث؟ من استفاد فعليًا؟ من خسر؟ الأهداف الحقيقية تُقاس بالنتائج على الأرض، لا بالتصريحات الصحفية.
3. سياق الحدث لا لحظته
هل الحدث جزء من سلسلة؟ هل يسبقه تمهيد إعلامي؟ هل يأتي بعد أزمة داخلية؟ فهم السياق الزمني والسياسي يساعد على كشف النية الفعلية خلف الفعل.
هل الحدث جزء من سلسلة؟ هل يسبقه تمهيد إعلامي؟ هل يأتي بعد أزمة داخلية؟ فهم السياق الزمني والسياسي يساعد على كشف النية الفعلية خلف الفعل.
4. تقاطع المصالح
ابحث عن المستفيدين: دول، شركات، نخب، لوبيات. أحيانًا لا تكون الدولة الظاهرة على السطح هي المُحرّك الفعلي، بل أطراف خفية توظّف الحدث لتحقيق مكاسب استراتيجية أو اقتصادية.
ابحث عن المستفيدين: دول، شركات، نخب، لوبيات. أحيانًا لا تكون الدولة الظاهرة على السطح هي المُحرّك الفعلي، بل أطراف خفية توظّف الحدث لتحقيق مكاسب استراتيجية أو اقتصادية.
5. الازدواجية والمعايير الانتقائية
هل سبق أن تعامل الفاعل نفسه مع حادثة مشابهة بطريقة معاكسة؟ ازدواج المعايير في التعامل مع الأحداث مؤشر على أن الأهداف ليست كما يُعلن عنها.
هل سبق أن تعامل الفاعل نفسه مع حادثة مشابهة بطريقة معاكسة؟ ازدواج المعايير في التعامل مع الأحداث مؤشر على أن الأهداف ليست كما يُعلن عنها.
6.استخدام الحادثة لتوسيع السيطرة أو تغيير البنية
إذا أعقب الحادثة قوانين جديدة، تغييرات دستورية، تحولات في الاصطفاف الدولي، أو إعادة تشكيل الوعي الجماهيري، فهذا يدل على أن الحادثة ربما استُخدمت كأداة لتحقيق تلك التغييرات، لا مجرد ردّ فعل طارئ.
إذا أعقب الحادثة قوانين جديدة، تغييرات دستورية، تحولات في الاصطفاف الدولي، أو إعادة تشكيل الوعي الجماهيري، فهذا يدل على أن الحادثة ربما استُخدمت كأداة لتحقيق تلك التغييرات، لا مجرد ردّ فعل طارئ.
مثال تطبيقي
حين تُبرر حربٌ ما بأنها "لإسقاط ديكتاتور"، لكن يتضح أن البلد المستهدف غني بالنفط أو موقعه الجيوسياسي حيوي، وأن القوى الغازية تحتفظ بوجود عسكري دائم هناك بعد الحرب، فإن الهدف المعلن (تحرير الشعب) يكون مجرد قناع لتمرير الهدف الخفي (السيطرة والتحكم).
لماذا يُخفى الهدف الحقيقي؟
لأن الرأي العام لا يقبل إلا المبررات الأخلاقية، ولأن كشف الهدف الحقيقي قد يُفقد الفاعل شرعيته، أو يُثير مقاومة داخلية أو خارجية. لذلك، تُستخدم "الذرائع الأخلاقية" كأقنعة لتمرير مشروعات السيطرة، أو تفكيك الخصوم، أو إعادة رسم الخريطة السياسية والذهنية.
خلاصة:
الحقيقة لا تُمنَح، بل تُفكَّك. والوعي لا يُنتَج من داخل الحدث بل من خارجه، بتحليل الخطاب، وقراءة النتائج، وربط الأحداث بسياقها، وتفكيك البنية التي تُعيد إنتاج الوعي الزائف.