
الحقيقة التي تحاول إسرائيل كتمها
طوال عقود، بنت إسرائيل سرديتها على ثلاث دعامات: أنها "ديمقراطية"، و"مُحاصَرة" في محيط عدائي، وأنها "تدافع عن النفس". هذه السردية كانت فعالة طالما أن الإعلام العالمي كان خاضعًا، وطالما أن الشعوب كانت بعيدة عن صور المذابح الحية. لكن مع تصاعد القصف العنيف على غزة، وانتشار صور الأطفال تحت الركام، وتضامن أحرار العالم، بدأت تلك السردية تتهاوى. لم تعد تُقنع أحدًا إلا من أراد أن يُقنع نفسه.
الوعي العالمي لم يعُد هامشيًا
ما يُقلق المؤسسة الصهيونية اليوم ليس فقط صواريخ المقاومة، بل هو التحول الجذري في الوعي العالمي. تظاهرات بالملايين، مقاطعات اقتصادية وأكاديمية، فضح متواصل على وسائل التواصل، وفقدان متزايد لثقة الشعوب بالحكومات التي تدعم إسرائيل. هذا الوعي الجديد لا يُمكن اغتياله بالقصف، ولا يُسجن بجدار، ولا يُمنع بتشريع.
الاحتلال يصمد بالقوة.. لا بالحق
إسرائيل كيان يقوم على القوة. هي تعلم أنها خاسرة في ميزان الأخلاق، وفي ميزان القانون، وفي ميزان الضمير الإنساني. لكنها تُراهن على أن ذلك لا يهم، طالما أن ميزان السلاح في صالحها. المشكلة أن هذه المعادلة بدأت تتغير: لم تعد القوة كافية لإخماد الحقيقة، ولم يعد الدعم الغربي كافيًا لحجب الفضيحة.
إلى متى؟
الصمود الإسرائيلي في مواجهة الوعي العالمي ليس أبديًا. فالدول الاستعمارية التي سبقتها صمدت لعقود، ثم انهارت فجأة تحت ضغط الشعوب، حين بلغ وعيها حدًا لا يُمكن تجاهله. السؤال ليس "هل تنهار الرواية الإسرائيلية؟" بل: متى يصل هذا الوعي الجماهيري إلى الكتلة الحرجة التي تجعل الحكومات تُغيّر مواقفها قسرًا؟ هذا ما لا تستطيع إسرائيل التحكم فيه.
الخلاصة
إسرائيل لا تخشى الحقيقة فقط، بل تخشى أن يؤمن بها العالم. وحين يتحول هذا الإيمان إلى فعل سياسي واقتصادي وإعلامي، فإن الاحتلال لن يصمد طويلًا، حتى لو امتلك القنابل النووية. فـ"شرعية الاحتلال" تنهار أمام كل عين تبصر، وكل ضمير يصحو.
الكلمات المفتاحية:
وصف الصورة المقترحة: مشهد رمزي لتمثال "الحرية" مغطى بعلم فلسطين، وتحت قدميه لافتات شعوب من مختلف الدول تطالب بوقف دعم الاحتلال.