حل الدولتين: الوهم السياسي الأكثر تكرارًا

لطالما استخدمت الدول الكبرى، والمنظمات الدولية، عبارة "حل الدولتين" كعنوان رسمي للقضية الفلسطينية، وكأن مجرد الاعتراف به يكفي لإيجاد دولة فلسطينية حقيقية. لكن الواقع على الأرض يقول عكس ذلك: الاعتراف وحده لا يغيّر شيئًا، ولا يفرض أي التزام على إسرائيل أو أي جهة أخرى.

الاعتراف كأداة إعلامية لا أكثر

الاعتراف الدولي بحل الدولتين ليس أكثر من إعلان سياسي لتلميع الصورة. الدول الكبرى تظهر وكأنها ملتزمة بالسلام والشرعية، بينما في الواقع لا تُمارس أي ضغط حقيقي على الاحتلال، ولا توجد آليات تنفيذية واضحة تُلزم الأطراف بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية.

إدارة الوقت لصالح الاحتلال

ترك حل الدولتين "قيد النقاش" يوفر لإسرائيل مساحة للتوسع الاستيطاني وفرض الوقائع على الأرض. كل حديث عن الدولة الفلسطينية يصبح بذلك مجرد وهم، يُستخدم لتبرير استمرار الاحتلال وسياسات التهجير والاستيطان دون أي محاسبة.

تخدير الرأي العام

الخطاب المتكرر عن حل الدولتين يعمل كـمسكّن سياسي للرأي العام، سواء في العالم العربي أو الدولي. هذا الوهم يخفف من حدة الضغوط الشعبية على الحكومات، ويقلل من فرص نشوء مقاومة حقيقية تهدد المشروع الصهيوني.

غطاء للتطبيع

العديد من الدول العربية تستفيد من هذا الخطاب كغطاء لسياساتها، فتزعم الالتزام بـحل الدولتين، بينما تمارس علاقات علنية مع إسرائيل، بما يمنح الاحتلال شرعية ضمنية أمام شعوب هذه الدول والمجتمع الدولي.

الخلاصة

حل الدولتين بلا فعل على الأرض هو وهم سياسي متكرر. فائدته الوحيدة هي حماية الأنظمة والدول الكبرى من أي محاسبة أخلاقية أو سياسية، بينما الفلسطينيون يظلون بلا دولة، بلا سيادة، وأمام تحديات يومية تزيد من ضغوط الاحتلال.

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.