
المجموعة السابعة: العلاقات الدولية
المقال (3): التحالفات الإنسانية: حين تكون المصلحة فوق كل دم
المقدمة
تُقدَّم التحالفات الدولية تحت شعار "التدخل الإنساني" كاستجابة نبيلة لإنقاذ الشعوب من الحروب أو المجاعات أو الطغيان. غير أن تتبّع واقع هذه التحالفات يُظهر شيئًا مختلفًا تمامًا: تدخلات لا تبدأ إلا حين تلوح المصالح، ولا تنتهي إلا بعد تحقيق أهداف استراتيجية. فهل الدم البشري هو المحرك فعلاً؟ أم أن الشعارات تغطي سباق الهيمنة؟
المسلمة الكاذبة
"التحالفات الدولية (العسكرية أو الإنسانية) تتشكّل لحماية الشعوب وإنقاذهم من الديكتاتوريات أو الكوارث."
الهدف من هذه المسلمة
- إضفاء الشرعية على التدخلات العسكرية أو السياسية في دول بعينها.
- منح غطاء أخلاقي لتغيير الأنظمة أو تقسيم الدول.
- تلميع صورة القوى الكبرى كحامية للقيم.
- تشويه الرافضين للتدخلات بوصفهم أعداء للإنسانية أو حلفاء للطغاة.
الأساليب المستخدمة لترسيخها
- الإعلام يمهّد للتدخل بسرديات العنف والديكتاتورية والفوضى.
- استثمار صور الأطفال الجرحى واللاجئين لتأجيج العاطفة الجماهيرية.
- تجاهل الأزمات الكبرى إذا لم تكن تخدم المصالح، كما حدث في رواندا واليمن.
- استخدام مصطلحات مثل "تحالف دولي"، "مجتمع دولي"، لإخفاء طابع الهيمنة الغربية.
- إضفاء طابع قانوني على التدخل بقرارات أممية يُفرض تمريرها سياسيًا.
النتائج المتحققة فعليًا
- دول مدمّرة باسم "إنقاذها"، مثل ليبيا وسوريا والعراق.
- تثبيت الفوضى الخلّاقة بدلًا من حماية المدنيين.
- خلق تبعيات سياسية واقتصادية طويلة المدى تحت غطاء "المساعدة".
- تفتيت الهويات الوطنية وتقسيم الجغرافيا.
- تهميش الحلول السلمية الواقعية لصالح الحسم العسكري.
الخاتمة
حين تُلبَس المصلحة ثوب الرحمة، يصبح القتل فعلَ شفقة، وتصبح السيطرة مشروعَ إنقاذ. لا شيء أكثر كلفة من دمٍ أُريق باسم الإنسانية، ولا شيء أخطر من تحالف يُبنى على شعار نبيل ليخفي غايةً خسيسة. فالعالم لم يعرف عدلًا حقيقيًا من تحالفٍ لا يرى إلا نفطه أو موقعه الجغرافي.
كلمات مفتاحية
التحالفات الإنسانية، التدخل العسكري، التدخل الدولي، التدخل الإنساني، الفوضى الخلاقة، العلاقات الدولية، ليبيا، سوريا، العراق، الناتو، المجتمع الدولي، الإعلام الحربي، تسييس القيم
وصف الصورة المقترحة
صورة لجنود أجانب يحملون أعلام دول كبرى يقفون فوق أنقاض مدينة مدمّرة، وبجوارهم لافتة كبيرة مكتوب عليها "عملية إنقاذ إنساني"، بينما يطل طفل من بين الركام بعينين يملؤهما الذهول.