في 2011، اندلعت ثورة الليبيين ضد نظام معمر القذافي، حاملة أملًا في الحرية والديمقراطية، لكنها سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية وانهيار كامل للدولة، مع تدخلات خارجية وسيطرة مليشيات متنافرة.
كيف تحولت الثورة التي كانت بداية التحرر إلى مأساة وطن؟
من سرق الثورة وأشعل الفوضى؟
وكيف أثر ذلك على ليبيا وشعبها؟
ما الذي حدث؟
في فبراير 2011، انطلقت احتجاجات شعبية في بنغازي ضد حكم القذافي، التي سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح مع تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم الثوار.
سقط النظام بعد عدة أشهر، لكن السلطة لم تنتقل إلى دولة مستقرة، بل توزعت بين ميليشيات متنافسة، مما أدى إلى فوضى أمنية وسياسية عميقة.
ليبيا دخلت في دوامة من الحروب الأهلية، مع حكومات متنازعة وصراعات على الموارد، خاصة النفط.
هل كانت الثورة مفتعلة؟ ومن المستفيد؟
الثورة بدأت كحراك شعبي حقيقي، لكن تدخل الناتو وتحالفات إقليمية جعلت من ليبيا ساحة لتصفية حسابات جيوسياسية.
المستفيدون هم القوى الخارجية التي استغلت الفراغ لفرض نفوذها، إضافة إلى الميليشيات والنواب الذين استفادوا من الفوضى للسيطرة على الموارد.
الليبيون دفعوا ثمن انقساماتهم وأطماع الآخرين.
خلفيات الحدث: نظام استبدادي وأزمة تراكمت
حكم القذافي استمر أكثر من أربعة عقود بنظام استبدادي، رغم بعض التحولات الاقتصادية والسياسية المحدودة.
الاحتقان الاجتماعي، سوء الإدارة، والفساد أدى إلى تصاعد السخط الشعبي.
غياب مؤسسات مدنية قوية كان سببًا في عدم القدرة على الانتقال السلس للسلطة.
ماكينة الفوضى: مليشيات وحكومات متنافسة
ظهرت عشرات الميليشيات المسلحة التي تسيطر على أجزاء من البلاد، وتتنافس على الموارد والسلطة.
الانقسام السياسي أدى إلى وجود حكومتين متنافستين، واحدة في طرابلس وأخرى في الشرق.
الوضع الأمني هش، والعنف مستمر.
الأطراف المتورطة: تدخلات إقليمية ودولية
الدول الإقليمية مثل تركيا، الإمارات، مصر، وقطر تدخلت لدعم أطراف مختلفة.
القوى الدولية لم تستطع فرض حل سياسي مستدام، مما أدى إلى استمرار الأزمة.
ليبيا تحولت إلى ساحة حرب بالوكالة تُدار مصالحها من الخارج.
الحصيلة: دولة منهارة وشعب يعاني
مئات القتلى وآلاف الجرحى، نزوح داخلي وخارجي كبير.
تدمير البنية التحتية، انهيار الخدمات، وانتشار الفقر.
الأمن مفقود، والدولة مفككة بلا سيادة حقيقية.
دفن الحقيقة: غياب العدالة واحتكار السلاح
لا توجد مساءلة حقيقية عن جرائم الحرب والانتهاكات.
المليشيات ترفض تسليم السلاح، والدولة عاجزة عن فرض القانون.
الليبيون يعانون من نتائج الفوضى، بينما القوى الخارجية تواصل تدخلها.
خاتمة: ليبيا بين ثورة لم تكتمل ومصير مجهول
ليبيا مثال صارخ على كيف يمكن للثورة أن تُسرق وتُختطف، فتتحول إلى كارثة وطنية.
الطريق إلى السلام يحتاج لإرادة وطنية حقيقية ودعم دولي منصف.
لكن يبقى السؤال: هل سيستطيع الليبيون استعادة دولتهم الموحدة، أم ستظل البلاد غارقة في الانقسام؟
سلسلة: الكوارث العربية الكبرى