
النشأة والجذور
بدأت مملكة حمير في الظهور كقوة مهيمنة في اليمن في الألفية الأولى قبل الميلاد، مع بدايات القرن الرابع قبل الميلاد تقريبًا. كانت عاصمتها البيضاء، والتي اشتهرت بأنها مركز للحكم والتجارة، وتحكمت في مناطق واسعة من اليمن والجزيرة العربية الجنوبية.
نشأت حمير من تلاحم قبائل يمنية عدة، وقد برزت بقوة في مواجهة سبأ ووقتبان، ونجحت في توحيد الجنوب تحت حكمها.
مدة البقاء
استمرت مملكة حمير في نشاطها السياسي لأكثر من سبعمئة عام، حتى القرن السادس الميلادي، حيث أصبحت القوة العظمى في اليمن، وتمكنت من ضم الممالك المجاورة مثل سبأ، معين، وقتبان إلى كيان واحد.
أبرز الأحداث
من أهم الأحداث في تاريخ حمير:
- قيام ملك حمير شمر يهرعش عامر الذي وسّع المملكة ودمج ممالك الجنوب تحت سلطته.
- تطوير نظام الكتابة والنقوش، واستمرار استخدام الخط المسندي.
- ظهور الديانة اليهودية بين نخب حمير، خصوصًا في مراحل لاحقة، ما أحدث تأثيرات دينية واجتماعية عميقة.
- الصراع مع مملكة أكسوم في الحبشة، خاصة على موانئ البحر الأحمر.
العلاقات والممالك المجاورة
احتفظت حمير بعلاقات متوترة مع ممالك الجنوب الأخرى التي ضمّتها، وعلاقات متقلبة مع مملكة أكسوم الحبشية عبر البحر الأحمر، حيث تنافستا على السيطرة على طرق التجارة البحرية. كما كانت لها تفاعلات مع القبائل العربية الشمالية ودويلات الحيرة والغساسنة في الشمال.
النظام السياسي والثقافي
كانت حمير تحكم بنظام ملكي قوي مركزي، وتمتعت ببنية إدارية متطورة، كما كان للديانة دور محوري، حيث بدأ انتشار اليهودية بين طبقة الملوك والنبلاء، بينما بقيت الجماهير على المعتقدات الوثنية التقليدية.
تميزت المملكة بإنجازاتها في الهندسة المعمارية، والكتابة، والفنون، وأثرت في الثقافة العربية القديمة بشكل كبير.
وصف الصورة: مشهد متخيل في قصر ملكي بحمير، يظهر الملك مرتديًا تاجًا ذهبيًا وعباءة فخمة، محاطًا بكهنة ورجال حرب. في الخلفية، أعمدة معبدية مزينة بنقوش مسندية، ويُرى مشهد سوق مزدهر يعرض منتجات اللبان والبخور والذهب.
سلسلة: الممالك العربية القديمة