
الهدف من المخطط
الهدف من استغلال الإعلام والفن هو تحويل الرسائل الثقافية والسياسية إلى أدوات خفية للتحكم بالوعي، بحيث تُعزز السرديات الرسمية وتقلل من قدرة الجمهور على التفكير المستقل. السلطة تستثمر في الفن والإعلام لإعادة إنتاج القيم، تشكيل الانتماءات، وإخفاء البدائل أو الروايات الأخرى التي قد تهدد استقرارها.
التحليل
-
الإعلام كأداة للهيمنة الفكرية: القنوات التلفزيونية، المواقع الإخبارية، ومنصات التواصل الاجتماعي تُوظف لتوجيه الانتباه، تعزيز الولاء، وإعادة إنتاج القيم الرسمية. الأخبار غالبًا ما تُختار وتُحرر بعناية لتبرز إنجازات السلطة وتقلل من الأخطاء أو الانتقادات.
-
الفن والتصوير الرمزي: الأعمال الفنية – سواء في السينما، المسرح، أو الفنون البصرية – تُستخدم لترسيخ سرديات معينة، مثل تعزيز الوحدة الوطنية، تصوير الأعداء بطريقة محددة، أو تمجيد قيم معينة. الفن يصبح بذلك أداة لإعادة إنتاج السلطة على مستوى الإحساس والوعي العاطفي.
-
الاستفادة من الرموز والعاطفة: من خلال الدمج بين الرموز الوطنية والفن، يتم تحفيز الانتماء العاطفي، وجعل القيم الرسمية جزءًا من الهوية الفردية والجماعية. الجمهور يتفاعل عاطفيًا مع الرسائل قبل أن يدرك طبيعتها الموجهة.
-
التأثير الرقمي المعاصر: في العصر الرقمي، تنتشر الرسائل بسرعة أكبر، وتصبح الوسائط التفاعلية أداة فعالة لتوجيه الرأي العام. الخوارزميات تتحكم بما يشاهده الناس، مما يعزز الرسائل الرسمية ويقلل من ظهور الروايات البديلة.
النتيجة في المجتمع
نتيجة هذه العمليات هي مجتمع يتبنى قيمًا وصورًا مُعدة مسبقًا، تقل قدرة أفراده على التفكير النقدي المستقل. الثقافة الجماعية تُعاد تشكيلها بطريقة تجعل الولاء والانتماء مقترنين بالرسائل الرسمية، ويصبح الإعلام والفن أدوات فعالة للتحكم بالوعي الجمعي.
الخاتمة
الإعلام والفن ليسا مجرد مرآة للمجتمع، بل أدوات لتشكيل المجتمع وفق مصالح السلطة. إدراك هذه الآليات يمكّن القارئ من تحليل الرسائل الموجهة، التمييز بين الثقافة الموجهة والثقافة الحقيقية، وفهم كيف تُصنع الهوية والوعي الجمعي بعيدًا عن الأنظار. المقاومة تبدأ بالوعي بما يتم توجيهه، سواء من خلال الصور، الرموز، أو النصوص الإعلامية والفنية.
سلسلة: التلاعب بالهوية والثقافة: كيف تتحكم السياسة بالوعي الجمعي