
لم يكن خروجه عاديًا، بل جاء بعد سقوط كابل في يد حركة طالبان، ووسط مخاوف أمنية متصاعدة دفعت كثيرين إلى الفرار. خرج زبولون برعاية رجل أعمال يهودي من أصل أمريكي يُدعى موتي كاهانا، ضمن قافلة إنقاذ ضمّت أكثر من 30 شخصًا، أغلبهم نساء وأطفال أفغان غير يهود، كانوا يواجهون تهديدات من طالبان. ورغم ما تردد في بعض التقارير، فإن زبولون لم يكن برفقة أفراد من عائلته، إذ إن زوجته وبناته كنّ قد غادرن إلى إسرائيل منذ التسعينيات، وبقي هو في كابل متمسكًا بالبقاء.
مفاجأة أخرى في قصته كانت أنه، وبعد خروجه من أفغانستان، قام أخيرًا بـ تطليق زوجته عبر جلسة "زووم"، بعد أن رفض لسنوات إعطاءها "الغيت"، وهو الطلاق الديني الذي تحتاجه المرأة في الشريعة اليهودية كي تُعتبر مطلّقة شرعًا. بتأخره هذا، كانت زوجته في وضع "عَجُونا" (امرأة معلقة)، لا تستطيع الزواج مجددًا. الطلاق أنهى سنوات من التعليق، وأُجري بإشراف ديني رسمي.
بعد خروجه، أقام فترة في تركيا، لكنه واجه تحديات صحية دفعته في نهاية المطاف إلى الانتقال إلى إسرائيل في نوفمبر 2024، حيث يعيش الآن في مدينة أشدود قرب زوجته السابقة وبناته وأشقائه. مع خروجه، انتهى الوجود اليهودي العلني في أفغانستان، وهو وجودٌ يعود لأكثر من ألف عام، تاركًا وراءه كنيسًا مهجورًا وشاهدة على حضارة متعددة كانت ذات يوم أكثر تنوعًا مما تبدو عليه اليوم.
قصة زبولون سيمانتوف تلخص عزلة طويلة، وإصرارًا على البقاء في وجه التغيرات، ثم خضوعًا متأخرًا للواقع، في زمن لا يرحم الهويات الصغيرة. ومع مغادرته، أصبحت أفغانستان خالية رسميًا من أي يهودي معروف.
. . . في العمق يتجلى الفرق . . .
