المرأة والصورة: مرآة المرأة… من تنظر فيها؟

المرأة والصورة: بين التمثيل والحضور ..

حين تقف المرأة أمام المرآة، لا ترى وجهها فقط.
ترى أيضًا أعينًا خلفها، تنتظر، تقيس، وتُعلّق.
المرآة ليست زجاجًا عاكسًا، بل شاشة ممتلئة بالأصوات والتوقعات،
حتى بات سؤال "من أنا؟" مشوشًا بسؤال أسبق:
"كيف يرونني؟"

🪞 مرآة مزدوجة

المرأة، منذ بدايات الوعي، تُربّى على أن المرآة تخبرها من تكون.
لكن المشكلة أن هذه المرآة ليست محايدة.
فهي لا تعكس ما في الداخل، بل ما يُراد منها أن تراه.

في الطفولة: "جميلة كالأميرة".
في المراهقة: "نحيفة كعارضة".
في العمل: "أنيقة لكن غير مستفزة".
في الأمومة: "منهكة لكن مبتسمة".

وهكذا، لا تُستخدم المرآة لتأكيد الذات،
بل لضبطها حسب قياسات الآخرين.

🎥 الإعلام: مرآة من زجاج الآخرين

حين تُشاهد المرأة نساءً على الشاشات، ترى مرآتها موجهة.
الممثلات، الموديلات، المؤثرات… كلهن يُقدّمن نموذجًا واحدًا لامرأة "مقبولة".

إذا كانت أمًا… يجب أن تكون شابة ونشيطة.
إذا كانت ناجحة… يجب أن تبقى أنثوية.
إذا كانت جميلة… يجب أن لا تكون جريئة.

كل هذه الصور تجعل المرأة ترى ذاتها من الخارج أولًا،
ثم تحاول تعديل الداخل ليتوافق مع الصورة.

👁️ من الذي يُمسك بالمرآة؟

السؤال العميق هنا ليس "كيف ترى المرأة نفسها؟"
بل:
"من يحدّد طريقة رؤيتها لذاتها؟"

الإعلام؟ التربية؟ المجتمع؟ الإعلانات؟
كل هذه القوى تمسك بالمرآة وتوجّهها،
فتصبح المرأة رهينة زاوية النظر،
بدل أن تكون صاحبة عين.

🌀 التمزق الداخلي

حين تتصادم المرآة الخارجية مع ما تشعر به المرأة داخليًا،
يتولّد تمزق:

تشعر أنها ليست كافية… لأنها لا تشبه الصورة.
تشعر أنها تتصنع… لأنها لا تشبه نفسها.

وهكذا تدخل دوّامة:
إما أن ترضي المرآة… أو تواجه خيبة العالم.


🧠 في العمق:

المشكلة ليست في المرآة… بل في أن تُمنَع المرأة من أن تُديرها بنفسها.

فحين تُستعاد السيادة على النظر،
وحين تُقرّر المرأة كيف ترى نفسها بعيدًا عن العيون الموجَّهة،
عندها فقط يصبح انعكاسها حقيقيًا.

ليس مثاليًا… بل إنسانيًا.

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.

✉️ 📊 📄 📁 💡