الكوارث العربية الكبرى: اليمن: كيف تحوّل الصراع إلى محرقة جماعية؟

في قلب الجزيرة العربية، تحولت اليمن من بلد يعج بالحياة والتاريخ العريق إلى ساحة نزاع دموي مستمر منذ أكثر من عقد، يجمع بين صراعات داخلية وتدخلات إقليمية ودولية أدّت إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.

كيف تحولت الصراعات السياسية إلى حرب تدميرية على المدنيين؟
ومن يستفيد من استمرار النزاع؟
وكيف يمكن لليمن أن ينهض من تحت الركام والدمار؟

ما الذي حدث؟

بدأت الأزمة اليمنية في 2014 عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، مما دفع الحكومة المعترف بها دوليًا إلى الفرار.
تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات في 2015 لدعم الحكومة، ما أسفر عن حرب مدمرة شملت قصفًا جويًا مكثفًا، حصارًا اقتصاديًا، ومعارك على الأرض.
النتيجة كانت تدمير واسع للبنية التحتية، مقتل مئات الآلاف من المدنيين، وانتشار المجاعة والأوبئة.

هل كان النزاع مفتعلاً؟ ومن المستفيد؟

النزاع يعكس صراعات إقليمية بين السعودية وإيران، حيث يدعم كل طرف فصيلًا مختلفًا في اليمن.
لكن الأزمة الحقيقية هي فشل الطبقة السياسية اليمنية في التوافق، واستغلال قوى خارجية الصراع لتحقيق مصالحها الجيوسياسية.
المستفيدون هم الصناعات العسكرية، القوى الإقليمية، وبعض النخب السياسية المحلية التي تكسب من استمرار الحرب والفوضى.

خلفيات الحدث: صراعات داخلية وإقليمية معقدة

اليمن يعاني من ضعف الدولة، انقسامات قبلية وطائفية، ونزاعات قديمة بين الشمال والجنوب.
تضافرت هذه العوامل مع التدخلات الخارجية لتفجير الوضع وتحويله إلى حرب مستعرة.
كما أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي سبقت 2014 هي أرض خصبة للنزاع.

ماكينة الحرب: القصف والحصار والميليشيات

الحرب شملت ضربات جوية مستمرة من التحالف، إلى جانب حصار بري وبحري قاد إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.
ظهرت عدة ميليشيات وجماعات مسلحة، بعضها مدعوم من الحوثيين، وبعضها من الحكومة والتحالف، مما زاد من تعقيد الصراع.
المدنيون دفعوا ثمنًا باهظًا من فقدان الحياة، التشريد، وانعدام الأمن الغذائي.

الأطراف المتورطة: تحالفات وإيرادات متشابكة

السعودية والإمارات وإيران هم اللاعبون الرئيسيون في الصراع الإقليمي حول اليمن.
الولايات المتحدة وبريطانيا قدموا دعمًا لوجستيًا وعسكريًا للتحالف، رغم انتقادات حقوقية واسعة.
الحكومة اليمنية والحوثيون يتنازعون على السلطة، مع تداخل مصالح داخلية.

الحصيلة: كارثة إنسانية بلا نهاية

مئات الآلاف من القتلى، ملايين النازحين، وتهديد مجاعة شاملة.
البنية التحتية الصحية والتعليمية منهارة.
الوضع الإنساني في اليمن من أسوأ الأزمات في العالم، مع تداعيات على استقرار المنطقة بأكملها.

دفن الحقيقة: الصمت الدولي وانتهاك الحقوق

المجتمع الدولي فشل في إنهاء الصراع، بينما استمرت الانتهاكات بحق المدنيين.
القوى الكبرى تفضل الحفاظ على تحالفاتها الاستراتيجية على حساب حقوق الإنسان.
الضحايا يفتقرون إلى العدالة، والآفاق السياسية تبقى ضبابية.

خاتمة: اليمن... بين ويلات الحرب وأمل السلام

اليمن قصة مأساوية تحذّر من مخاطر التدخلات الخارجية وعدم الاستقرار الداخلي.
الطريق إلى السلام يتطلب إرادة حقيقية من كل الأطراف، وتضامنًا دوليًا حقيقيًا.
لكن السؤال الصعب: هل ستنتصر الإنسانية على المصالح السياسية؟

سلسلة: الكوارث العربية الكبرى

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.

✉️ 📊 📄 📁 💡