
تحولت الأحياء المكتظة بالسكان إلى ركام وأنقاض، مع سقوط آلاف القتلى المدنيين، في ظل صمت دولي شبه تام.
كيف تحولت حلب من مركز حضاري إلى مدينة أشباح؟
ومن يتحمل مسؤولية هذه المأساة؟
وماذا يعني الصمت الدولي في مثل هذه الجرائم؟
سرد الحدث: حصار ومعارك دموية
بدأ الحصار المفروض على الأحياء الشرقية من حلب في منتصف 2016، عندما حاصرت قوات النظام السوري بدعم روسي تلك المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة.
استمرت المعارك العنيفة والقصف الجوي والمدفعي، ما أدى إلى سقوط آلاف المدنيين بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية.
تم تقييد وصول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما زاد من معاناة السكان المحاصرين.
في ديسمبر 2016، سيطرت قوات النظام بالكامل على حلب، منهية معركة استمرت شهورًا طويلة.
الهدف: هل كانت المجزرة مفتعلة؟ ومن المستفيد؟
يُعتقد أن الحصار والقصف المدمر كانا جزءًا من استراتيجية النظام السوري لإجبار المعارضة على الاستسلام وإعادة السيطرة على المدينة.
الدعم الروسي كان حاسمًا في تنفيذ هذه الاستراتيجية العسكرية العنيفة.
المستفيدون المباشرون هم النظام وحلفاؤه الذين استعادوا السيطرة، لكن التكلفة البشرية كانت باهظة.
الضحايا هم المدنيون الذين دفعوا الثمن الأكبر لصراعات القوى.
خلفيات الحدث: الحرب السورية وتطوراتها
بعد خمس سنوات من النزاع، أصبحت حلب محورًا رئيسيًا للصراع بين النظام والمعارضة، بسبب موقعها الاستراتيجي وحجم سكانها.
الصراع في سوريا تحول إلى حرب بالوكالة مع تدخل دولي واسع، مما زاد من تعقيد المشهد وعمق المأساة الإنسانية.
تفاقم الخلافات الطائفية والعرقية أضاف بعدًا دينيًا للنزاع.
ماكينة الحرب: القصف المدمر والدعم الدولي للنظام
الجيش السوري بدعم جوي روسي نفذ حملة قصف جوية وبرية عنيفة.
استخدمت أسلحة محرمة دوليًا وأسلحة حارقة، ما أسفر عن دمار واسع.
المجتمع الدولي، رغم إدانة بعض الأطراف، لم يتخذ إجراءات جادة لوقف المجازر أو حماية المدنيين.
الأطراف المتورطة: النظام، روسيا، والمعارضة
النظام السوري والجيش الروسي كانوا الطرف الأقوى في المعركة، مع دعم من إيران وحزب الله.
المعارضة المسلحة كانت مشتتة بين فصائل متعددة، منها معتدلة ومتطرفة، عجزت عن مواجهة الحصار والضغط العسكري.
المجتمع الدولي انقسم بين مؤيد للنظام ومعارض، مع غياب قرار فعلي للتدخل الحاسم.
الحصيلة: مئات الآلاف من الضحايا والدمار الكامل
قتل آلاف المدنيين، كثيرون منهم أطفال ونساء، إضافة إلى نزوح ملايين من سكان المدينة.
دمرت الأحياء بالكامل، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية.
مخلفات الدمار ما زالت تؤثر على الحياة اليومية للسكان حتى اليوم.
دفن الحقيقة: صمت دولي ومصالح متضاربة
المجزرة لم تحظ بالاهتمام الكافي في الإعلام الدولي، وكانت القرارات السياسية الدولية مرتبطة بالمصالح الاستراتيجية أكثر من حماية المدنيين.
انتهكت قواعد القانون الدولي الإنساني، ولم تُحاسب الأطراف المسؤولة بشكل جدي.
المدنيون، الذين تحملوا القصف والحصار، أصبحوا ضحايا الصراعات السياسية.
خاتمة: حلب... شهادة على مأساة إنسانية وصمت العالم
مجزرة حلب تمثل رمزًا للدمار الذي يمكن أن يحدث عندما يتحول النزاع السياسي إلى حرب شاملة بلا رحمة.
الصمت الدولي، رغم كل الأدلة والشهادات، يعكس ازدواجية المعايير في السياسة العالمية.
إنقاذ المدنيين وحماية حقوق الإنسان يجب أن يكونا أولوية، لتفادي تكرار مثل هذه المآسي.
هل ستتعلم الإنسانية من دروس حلب، أم ستبقى المدن تعاني في صمت؟
سلسلة: الكوارث العربية الكبرى