
مفترق طرق بين حضارات
تميزت هَجَر بموقع استراتيجي جعلها نقطة التقاء القوافل البرية القادمة من اليمن والجزيرة، والبضائع البحرية الآتية من الهند وبلاد فارس. وكانت من أبرز موانئ الخليج في تلك الفترة، تتعامل مع المراكز التجارية الكبرى في الشرق، وتلعب دور الوسيط بين الحضارات.
اللؤلؤ.. ذهب البحر
اشتهرت هَجَر بتجارة اللؤلؤ الطبيعي الذي كان يُستخرج من مياه الخليج وتُرسل كميات منه إلى الأسواق الكبرى في بلاد الرافدين وفارس والهند. وكانت هذه التجارة مصدر ثروة هائل، وأسهمت في بناء نخبة تجارية محلية قوية.
مملكة حضرية بتأثيرات متعددة
رغم ندرة التفاصيل المعمارية عن هَجَر، إلا أن ما وصلنا من إشارات تاريخية يدّل على أنها كانت مملكة متحضّرة ذات طابع عمراني مميز، استوعبت التأثيرات الفارسية والساسانية، وربما حتى الهندية. كما امتلكت نظامًا إداريًا محليًا ساعدها على الصمود لقرون قبل أن تتلاشى تحت وطأة التحولات السياسية في المنطقة.
النهاية الصامتة
مع صعود ممالك جديدة في الشمال والجنوب وتحوّل طرق التجارة البحرية، تراجعت أهمية هَجَر تدريجيًا، لكنها بقيت حاضرة في المدونات الجغرافية والرحلات الإسلامية كمركز تجاري هام سابق، وظلت الأحساء تحمل ذلك الاسم (هَجَر) لفترات طويلة في التاريخ الإسلامي.
وصف الصورة: ميناء قديم على شاطئ رملي، ترسو فيه سفن شراعية صغيرة، وأمامها سوق مزدحم بالناس يبيعون اللؤلؤ والبهارات. في الخلفية تظهر مبانٍ حجرية بسيطة على الطراز العربي القديم، مع نخيل مرتفع وأفق مفتوح على البحر.
سلسلة: الممالك العربية القديمة