اليمن بين الداخل والتدخل الخارجي
لم تكن الحرب في اليمن مجرد نزاع داخلي، بل أصبحت ساحة معركة بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية، تحول فيها الحراك السياسي والاجتماعي إلى صراع مسلح معقد، تداخلت فيه مصالح إيران والسعودية والإمارات ودول أخرى، ما دفع اليمن إلى هاوية من الدمار والمعاناة التي يعاني منها الشعب.
خلفيات الصراع الحقيقية
تراكمت عوامل تاريخية وسياسية داخل اليمن بين الشمال والجنوب، والحركات السياسية المختلفة، لكنها لم تكن السبب الوحيد في اندلاع الحرب. التدخل الإقليمي، وخاصة من السعودية والإمارات بدعم غربي، جاء كخطوة استراتيجية للهيمنة على الخليج العربي وقطع الطريق أمام النفوذ الإيراني، باستخدام اليمن كساحة تصفية حسابات إقليمية.
من يكتب السيناريو؟
المشهد اليمني يُدار بشكل مباشر من الرياض وأبو ظبي، مع دعم لوجستي واستخباراتي من الولايات المتحدة وحلفائها. الحوثيون، المدعومون من إيران بشكل غير مباشر، يشكلون الطرف الآخر في الصراع، ما جعل الحرب في اليمن ليست نزاعًا داخليًا فقط، بل حربًا إقليمية بالوكالة.
أدوات التحكم: المال والسلاح والإعلام
تدفقت الأسلحة والمال بكميات هائلة إلى أطراف الصراع، بينما كان الإعلام العالمي يعكس سرديات متضاربة، تصف الحوثيين بالإرهابيين، والسعودية بالداعمة للشرعية، في حين تُغيب الحقيقة الإنسانية المأساوية التي يعيشها اليمنيون.
المسرح المحلي: الأطراف والقوى اليمنية
الحرب دمرت النسيج الاجتماعي اليمني، حيث تتقاتل القبائل، والحركات السياسية، والفصائل المسلحة، وكلها مدعومة من طرف خارجي. الصراع تسبب في تفكك الدولة وتحولها إلى فضاء للصراعات الأهلية والإقليمية.
النتائج والمستفيدون
الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر، مع مجاعة ونزوح وانهيار الخدمات الأساسية، بينما حققت بعض القوى الخارجية أهدافها في السيطرة على ممرات بحرية واستراتيجيات إقليمية. استمرار الحرب يُبقي اليمن في حالة هشاشة دائمة.
تحوير المسار: من أزمة سياسية إلى حرب مستمرة
الأزمة التي بدأت كمطلب سياسي داخلي تحولت إلى حرب طويلة الأمد بفعل تدخلات خارجية، التي عطلت أي حل سياسي، وحولت الصراع إلى معركة استنزاف مدعومة بأسلحة وإعلام وتوظيف مصالح إقليمية.
خاتمة: هل كانت هذه حربنا؟
اليمن لم تكن ساحة صراع داخلي فقط، بل مسرحٌ لعبت فيه قوى إقليمية وعالمية أدوارها بحرفية لتوجيه الصراع بعيدًا عن مصالح الشعب اليمني. فهم هذا الواقع يدعونا إلى استعادة الوعي السياسي، والضغط من أجل إنهاء الحروب التي لم تكن يومًا حروبنا الحقيقية.
سلسلة: حروبنا وسيناريوهاتهم