
الحروب بالوكالة: أداة للسيطرة
الدول الإقليمية تشارك في النزاعات أحيانًا عبر دعم جماعات مسلحة أو حلفاء محليين، بدل الانخراط المباشر في المعارك. هذا الأسلوب يجعلها تبدو فاعلة على السطح، لكنه في الواقع أداة للتحكم من القوى الغربية، بحيث تُحدد هوية اللاعبين ونطاق العمليات.
القيود على التدخل المباشر
حتى الدول ذات القوة العسكرية الكبيرة مثل مصر أو تركيا، لا يمكنها التحرك بحرية خارج نطاق ما تسمح به القوى الكبرى. أي تدخل مباشر بعيد المدى قد يؤدي إلى عقوبات سياسية أو اقتصادية، أو تدخل عسكري مضاد، مما يضع حدودًا واضحة للتحركات.
النفوذ الرمزي مقابل الفعل الواقعي
الانتصارات الإعلامية أو التدخلات الرمزية غالبًا ما تُسوق على أنها نجاحات استراتيجية، لكنها تعكس دورًا محدودًا ضمن شبكة مصالح القوى الكبرى. الواقع الاستراتيجي يظهر أن معظم الحروب لا تُحسم بيد اللاعبين الإقليميين، بل تُدار ضمن مصالح الحلف الغربي.
الخلاصة
الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط تظهر على أنها نزاعات مستقلة، لكنها في الواقع أدوات للتحكم في المنطقة، وتحد من استقلال القرار الاستراتيجي للدول الإقليمية. أي قراءة سطحية لهذه الحروب ستوهم القارئ بالقدرة الفعلية للدول على إدارة النزاعات بعيدًا عن الوصاية الغربية.