
1. الرهان على ضعف المحاسبة الدولية
إسرائيل تدرك أن المجتمع الدولي غالبًا ما يكتفي بالإدانات الرمزية، وأن العقاب الحقيقي نادرًا ما يُطبق. هذا يجعل الإعلان العلني أمرًا مقبولًا داخليًا ضمن حسابات المخاطرة والفائدة، لأن المكاسب الاستراتيجية على الأرض تفوق العقوبات الافتراضية أو التنديدات الإعلامية.
2. العلنية كأداة للهيمنة النفسية
الإعلان العلني عن عمليات التدمير والقتل يوجه رسالة مباشرة للسكان الفلسطينيين: نحن نتحكم في قواعد اللعبة، وقوتنا غير محدودة. هذا يشكل ضغطًا نفسيًا مزدوجًا، يهدف إلى تدمير الروح المعنوية وتقويض المقاومة الجماعية.
3. الرسائل الموجهة داخليًا وخارجيًا
- للداخل الإسرائيلي: تعزز الشعور بالأمن والسيطرة، وتبرر استخدام القوة على أنها ضرورية لحماية المواطنين.
- للمجتمع الدولي: اختبار ردود الفعل، وخلق وقائع على الأرض تصبح صعبة التغيير، حتى لو أعربت الدول عن رفضها أو إحراجها الدبلوماسي.
4. استثمار العلنية في الشرعية المزعومة
إسرائيل غالبًا ما تبرر عملياتها بأنها “رد على الإرهاب” أو “حماية للحدود”، حتى لو كانت تمثل انتهاكًا للقانون الدولي. العلنية هنا ليست مجرد كشف عن الحقيقة، بل هي جزء من خطاب سياسي وقانوني يهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي وإخفاء المسؤولية الحقيقية.
5. الإحراج الدولي كأداة تكتيكية

6. خلق وقائع يصعب التراجع عنها
الإعلان العلني يُستخدم أيضًا لإنشاء وقائع على الأرض تصبح جزءًا من المشهد السياسي والعسكري الثابت، ما يحد من قدرة أي قرار دولي لاحق على إحداث تغيير ملموس.
الخلاصة:
الإعلان العلني لإسرائيل عن جرائم الحرب ضد غزة ليس تهورًا، بل هو أداة استراتيجية محسوبة. يعتمد على الرهان على ضعف المحاسبة الدولية، استثمار العلنية للضغط النفسي، إعادة صياغة الواقع السياسي، وتوظيف الإحراج الإعلامي كجزء من استراتيجية القوة. العلنية هنا تعكس القوة، لا الضعف، وتكشف أن السياسة الإسرائيلية غالبًا ما تتجاوز الحسابات الأخلاقية لصالح المكاسب الواقعية والميدانية.