رمزية الحياة: النوم والحلم: عبور بين عالمين

النوم ليس مجرد استراحة بيولوجية، بل رحلة غامضة ينفصل فيها الإنسان عن يقظته، ليدخل فضاءً آخر لا يقل واقعية عن العالم الملموس. أما الحلم، فهو اللغة الخفية التي يتحدث بها اللاوعي، حيث تتحرر الصور والرموز من قيد المنطق.

النوم كاستسلام كوني

حين ينام الإنسان، يتخلى عن سيطرته، ويترك جسده لعالم آخر يحكمه قانون مختلف. النوم إعلان عن ضعفنا الكوني، لكنه في الوقت نفسه ضرورة وجودية ليتجدد العقل والروح.

الحلم كنافذة على اللاوعي

منذ فرويد ويونغ، عُرف الحلم باعتباره البوابة الكبرى إلى أعماق النفس. فهو يكشف ما يختبئ خلف وعي النهار، ويحوّل المكبوت إلى صور رمزية، قد تكون أصدق من الواقع نفسه.

العبور بين عالمين

النوم هو حدّ فاصل بين عالمين: عالم اليقظة المحكوم بالقوانين، وعالم الحلم المفتوح على الرموز. في هذا العبور، يعيش الإنسان ازدواجية وجودية: كائن يقظ/كائن حالِم.

الحلم كفلسفة وجودية

ربما لا يكون الحلم مجرد "عرض" نفسي، بل محاولة من الروح لتفسير وجودها. إنه لغة ميتافيزيقية تقول ما لا تستطيع الكلمات أن تقوله.

سلسلة: رمزية الحياة: فلسفة الأشياء البسيطة

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.