الدولة العثمانية: من قبيلة حدودية إلى خلافة كبرى فسقوط مدوٍّ

النشأة والتأسيس (699هـ / 1299م)
تعود جذور الدولة العثمانية إلى قبيلة تركمانية تُدعى قايي، كانت تعيش في منطقة الأناضول تحت راية السلاجقة. بعد ضعف دولة سلاجقة الروم، استقلّ عثمان بن أرطغرل سنة 699هـ / 1299م، وأعلن تأسيس إمارة عثمانية صغيرة على حدود الدولة البيزنطية. اتخذت الإمارة طابعًا جهاديًا توسعيًا، وبدأت بجذب المحاربين التركمان حولها.
ومنذ بداية القرن الرابع عشر، بدأت الدولة تتوسع تدريجيًا على حساب البيزنطيين، وتحولت من إمارة إلى سلطنة ثم إلى دولة عظمى.
التوسّع والتحول إلى دولة كبرى (القرن 14–15)
- خلف عثمان ابنه أورخان، الذي اتخذ مدينة بورصة عاصمة للدولة، وأسّس أول نواة للجيش النظامي (الإنكشارية).
- توالى خلفاؤه في توسيع الدولة داخل الأناضول والبلقان.
- في عهد مراد الأول، وقعت معركة قوصوة (1389م) ضد الصرب، وانتصر العثمانيون، لكن قُتل السلطان.
- في عهد بايزيد الأول، توغلت الدولة في أوروبا، لكنها هُزمت على يد تيمورلنك في معركة أنقرة سنة 1402م، ودخلت الدولة في مرحلة الفراغ السلطاني (حرب أهلية بين أبناء بايزيد).
لكن بعد سنوات، استعاد محمد الأول السيطرة، وتماسك البناء السياسي مجددًا.
فتح القسطنطينية وبداية العصر الإمبراطوري (1453م)
تُعد لحظة فتح القسطنطينية سنة 1453م على يد محمد الفاتح هي النقطة المفصلية التي حولت الدولة إلى إمبراطورية عالمية.
- أنهى الفاتح الدولة البيزنطية بعد ألف عام، وجعل القسطنطينية (إسطنبول) عاصمة الدولة.
- طوّر الإدارة والقانون، وسمح بحرية الأديان، وأسّس قاعدة حضارية قوية.
- استمر خلفاؤه في الفتوحات شرقًا وغربًا، فامتدت الدولة من البلقان إلى شمال إفريقيا، ومن الخليج إلى المجر.
ذروة المجد في عهد سليمان القانوني (1520–1566م)
يُعد عهد السلطان سليمان القانوني هو العصر الذهبي للدولة العثمانية:
- توسعت أراضي الدولة إلى ثلاث قارات.
- هزم العثمانيون تحالفات أوروبية كبرى في معركة موهاكس، وفتحوا أجزاء من المجر وأوروبا الوسطى.
- أصبحت الدولة قوة بحرية عظمى تحت قيادة خير الدين بربروس.
- تم تقنين القوانين وتحديث الجيش، وتوثيق العلاقات الدبلوماسية.
- أعلن نفسه "خليفة المسلمين"، وبدأ استخدام اللقب رسميًا.
بدايات الانحدار (من القرن 17م)
رغم اتساع الدولة، بدأت ملامح الضعف تظهر:
- ضعف الخلفاء بعد سليمان القانوني، وتسلط النساء والخصيان في القصر، في ما عُرف بـ"سلطنة الحريم".
- ظهور الفساد الإداري والضرائبي.
- ثورات الإنكشارية وتحول الجيش من أداة للدولة إلى قوة متمردة.
- خسائر عسكرية متزايدة، مثل معركة فيينا الثانية (1683م)، التي مثّلت بداية التراجع العسكري في أوروبا.
قرون الاضمحلال والإصلاح الفاشل (القرن 18–19)
- بدأت القوى الأوروبية (روسيا، النمسا، بريطانيا، فرنسا) في التغلغل داخل أراضي الدولة، عبر الحروب أو الامتيازات.
- ظهرت حركات انفصالية في البلقان واليونان والعرب، مدعومة من الخارج.
- حاولت الدولة تنفيذ إصلاحات مثل تنظيمات خط شريف كولخانة، ومحاولات التحديث العسكري والإداري، لكنها لم تنجح في إنقاذ الدولة.
- ظهرت نزعة قومية تركية في مقابل المطالبات العربية بالاستقلال، وازداد التوتر العرقي.
نهاية الدولة والخلافة (1908–1924م)
الانقلاب والضعف الأخير:
- سيطر حزب الاتحاد والترقي (حزب تركي قومي) على الحكم سنة 1908، وأقصى السلطان عبد الحميد الثاني لاحقًا سنة 1909، الذي كان آخر السلاطين الأقوياء.
- خاضت الدولة حربًا خاسرة في الحرب العالمية الأولى (1914–1918م) إلى جانب ألمانيا، فخسرت معظم أراضيها.
الاحتلال وتقسيم الدولة:
- احتُلت إسطنبول من قبل الحلفاء، وظهرت حركات قومية تركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك.
- ألغيت السلطنة رسميًا سنة 1922م.
- ثم ألغيت الخلافة الإسلامية نهائيًا سنة 1924م بقرار من أتاتورك، وأُعلن قيام الجمهورية التركية العلمانية.
1- مرحلة التأسيس والنشأة (1299–1451م)
التعريف:بدأت هذه المرحلة بتأسيس الدولة العثمانية على يد عثمان بن أرطغرل بعد انهيار دولة السلاجقة، واستمرت حتى نهاية حكم السلطان مراد الثاني.
السمات:
عثمان الأول (1299–1326م): وضع أسس الدولة، وبدأ بالتوسع في الأناضول.
أورخان غازي (1326–1362م): استولى على بورصة وجعلها عاصمة، وأنشأ أول جيش نظامي.
مراد الأول (1362–1389م): توسع في البلقان، وأسس نظام الديوان.
بايزيد الأول (1389–1402م): لقب بـ”الصاعقة”، وواجه تيمورلنك في معركة أنقرة.
فترة الفتنة (1402–1413م): صراع بين أبناء بايزيد على الحكم.
محمد الأول (1413–1421م): أعاد توحيد الدولة بعد الفتنة.
مراد الثاني (1421–1451م): واصل التوسع في البلقان وواجه حملات صليبية.
2- مرحلة القوة والازدهار (1451–1566م)
التعريف:تُعد هذه المرحلة ذروة المجد العثماني، حيث توسعت الدولة في ثلاث قارات وبلغت أوج قوتها العسكرية والاقتصادية.
السمات:
محمد الفاتح (1451–1481م): فتح القسطنطينية عام 1453م، وجعلها عاصمة للدولة.
بايزيد الثاني (1481–1512م): اهتم بالعلم والعمران، وواجه تمردات داخلية.
سليم الأول (1512–1520م): انتصر على الصفويين في معركة جالديران، وضم الشام ومصر، وتنازل له آخر الخلفاء العباسيين عن الخلافة عام 1517م .
سليمان القانوني (1520–1566م): بلغ الدولة أوج اتساعها، ووصلت جيوشه إلى قلب أوروبا.
3- مرحلة الركود والتراجع (1566–1683م)
التعريف:شهدت هذه المرحلة بداية التراجع التدريجي للدولة بسبب ضعف السلاطين وتدخل الحاشية في الحكم.
السمات:
سليم الثاني (1566–1574م): أول سلطان لا يقود الجيوش بنفسه.
مراد الثالث (1574–1595م): شهد عهده زيادة النفوذ النسائي في القصر.
محمد الثالث (1595–1603م): واجه تمردات داخلية وخارجية.
معركة فيينا الثانية (1683م): هزيمة كبيرة أمام التحالف الأوروبي، وبدأت بعدها سلسلة من التراجعات.
4- مرحلة الضعف والإصلاحات (1683–1876م)
التعريف:تخللت هذه المرحلة محاولات إصلاحية لمواجهة التراجع، لكنها لم تكن كافية لإيقاف الانحدار.
السمات:
معاهدة كارلوفيتز (1699م): فقدت الدولة أراضٍ واسعة في أوروبا.
سليم الثالث (1789–1807م): حاول تحديث الجيش، لكن تم عزله .
محمود الثاني (1808–1839م): ألغى الانكشارية، وبدأ إصلاحات إدارية وعسكرية.
التنظيمات (1839–1876م): سلسلة من الإصلاحات القانونية والإدارية لتحديث الدولة.
5- مرحلة الانهيار والسقوط (1876–1924م)
التعريف:شهدت هذه المرحلة النهاية الفعلية للدولة العثمانية، مع تصاعد الحركات القومية والتدخلات الأجنبية.
السمات:
عبد الحميد الثاني (1876–1909م): أوقف العمل بالدستور، وواجه ضغوطًا داخلية وخارجية.
ثورة تركيا الفتاة (1908م): أعادت العمل بالدستور، وبدأت مرحلة جديدة من الاضطرابات .
الحرب العالمية الأولى (1914–1918م): انضمت الدولة إلى المحور، وتكبدت خسائر فادحة.
معاهدة سيفر (1920م): قسمت أراضي الدولة بين القوى المنتصرة.
إلغاء السلطنة (1922م): أُعلن عن نهاية السلطنة العثمانية.
إلغاء الخلافة (1924م): ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة، وأُعلن عن قيام الجمهورية التركية .
الملخص الزمني للمراحل:
- مرحلة التأسيس والنشأة: 1299–1451م
- مرحلة القوة والازدهار: 1451–1566م
- مرحلة الركود والتراجع: 1566–1683م
- مرحلة الضعف والإصلاحات: 1683–1876م
- مرحلة الانهيار والسقوط: 1876–1924م
سلاطين الدولة العثمانية (1299–1922م)
1- عثمان بن أرطغرل
تولى الحكم: 1299 – 1326م (27 سنة)
مؤسس الدولة العثمانية وواضع نواتها السياسية والعسكرية. برز في مواجهة الدولة البيزنطية، واتسعت حدود إمارته بشكل كبير في غرب الأناضول. قام بتشكيل قاعدة لحكم إسلامي توسعي.
من مآثره: التأسيس السياسي والعسكري – تعزيز الهوية الإسلامية – وضع نظام الوراثة.
من المآخذ عليه: ضعف السيطرة على بعض القبائل التركمانية المستقلة.
2- أورخان بن عثمان
تولى الحكم: 1326 – 1362م (36 سنة)
استكمل سياسة التوسع غربًا نحو البلقان، واتخذ بورصة عاصمة للدولة. أنشأ أول جيش نظامي دائم (الإنكشارية) ووضع اللبنات الإدارية الأولى للدولة.
من مآثره: تطوير الجهاز الإداري – التوسع في أوروبا – إنشاء الإنكشارية.
من المآخذ عليه: الاعتماد الكبير على الاسترقاق لتجنيد الإنكشارية.
3- مراد الأول
تولى الحكم: 1362 – 1389م (27 سنة)
قاد توسعًا كبيرًا في البلقان، وأسس مؤسسات الدولة المركزية. استشهد في معركة كوسوفو بعد أن حقق نصرًا مهمًا.
من مآثره: إدخال البيروقراطية المركزية – الانتصارات العسكرية الكبرى.
من المآخذ عليه: قمع الثورات المحلية – زيادة الاستبداد العسكري.
4- بايزيد الأول (الصاعقة)
تولى الحكم: 1389 – 1402م (13 سنة)
واصل الفتوحات حتى واجه هزيمة ساحقة أمام تيمورلنك، وأُسر بعد معركة أنقرة مما تسبب في فتنة داخلية.
من مآثره: التوسع السريع – إخضاع الإمارات الأناضولية.
من المآخذ عليه: التسرع في التوسع – سوء التقدير السياسي ضد تيمورلنك.
5- محمد الأول
تولى الحكم: 1413 – 1421م (8 سنوات)
أعاد توحيد الدولة بعد فتنة الأمراء، وأرسى بعض الاستقرار الإداري والعسكري.
من مآثره: استعادة وحدة الدولة – دعم العلماء.
من المآخذ عليه: ضعف التأثير الخارجي للدولة في عهده.
6- مراد الثاني
تولى الحكم: 1421 – 1451م (30 سنة)
واجه الحملات الأوروبية الصليبية، وحقق نصرًا في فارنا. تنازل مؤقتًا عن الحكم لابنه محمد الفاتح ثم عاد.
من مآثره: تثبيت السيادة العثمانية في البلقان – انتصارات ضد التحالفات الأوروبية.
من المآخذ عليه: اضطراب داخلي بسبب الانسحاب المفاجئ من الحكم.
7- محمد الثاني (الفاتح)
تولى الحكم: 1451 – 1481م (30 سنة)
فتح القسطنطينية عام 1453، وجعلها عاصمة للدولة. أعاد بناء الدولة على أسس إدارية متينة وفرض هيبة كبرى.
من مآثره: فتح القسطنطينية – التحديث الإداري والعسكري – التسامح الديني النسبي.
من المآخذ عليه: استخدام القسوة في توطيد الحكم – شدة المركزية.
8- بايزيد الثاني
تولى الحكم: 1481 – 1512م (31 سنة)
رجل علم وتسامح، رحب باليهود الفارين من محاكم التفتيش. شهد عهده سلامًا نسبيًا، لكنه واجه تمردات داخلية.
من مآثره: دعم العلماء والمهاجرين – الحفاظ على الاستقرار.
من المآخذ عليه: ضعف الحزم العسكري – صراعات أسرية على العرش.
9- سليم الأول (ياوز)
تولى الحكم: 1512 – 1520م (8 سنوات)
هزم الصفويين في جالديران، وأسقط دولة المماليك، وضُمّت الحجاز ومصر والخلافة رسميًا.
من مآثره: توسيع الدولة في الشرق – الحصول على الخلافة – فرض هيبة قوية.
من المآخذ عليه: استعمال القسوة ضد أقربائه – قمع التعددية المذهبية.
10- سليمان القانوني
تولى الحكم: 1520 – 1566م (46 سنة)
أعظم سلاطين العثمانيين، بلغت الدولة أوجها في عهده من حيث التوسع والقانون والثقافة.
من مآثره: إصلاحات تشريعية – فتوحات أوروبا – رعاية العلوم والفنون.
من المآخذ عليه: بداية نفوذ الحريم في القصر – ضعف الرقابة على البلاط في أواخر حكمه.
11- سليم الثاني
تولى الخلافة: 1566 – 1574م (8 سنوات)
أول من لم يقد الجيوش العثمانية بنفسه، وانشغل باللهو والملذات. اعتمد على الوزير الأعظم صقللي محمد باشا.
من مآثره: استمرار الانتصارات البحرية – ضم قبرص بعد معركة ليبانتو.
من المآخذ عليه: الضعف الشخصي – بداية تعاظم نفوذ الحريم والدولة الخفية.
12- مراد الثالث
تولى الخلافة: 1574 – 1595م (21 سنة)
تزايد تدخل النساء في الحكم في عهده، وظهرت ملامح الضعف الإداري. شهدت فتوحات في القوقاز والمجر.
من مآثره: فتوحات ضد الصفويين – دعم الفنون والتقاليد الإسلامية.
من المآخذ عليه: الفساد الإداري – قتل إخوته عند توليه الحكم.
13- محمد الثالث
تولى الخلافة: 1595 – 1603م (8 سنوات)
شارك بنفسه في معركة كرزت، وحقق نصرًا ضد النمسا. اشتهر بقتله 19 من إخوته عقب توليه العرش.
من مآثره: مشاركة فعلية في قيادة المعارك – انتصار كرزت.
من المآخذ عليه: عنف داخلي غير مسبوق – تراجع هيبة السلطنة.
14- أحمد الأول
تولى الخلافة: 1603 – 1617م (14 سنة)
عرف بورعه وتديّنه، وبنى جامع السلطان أحمد (الجامع الأزرق). أوقف تقليد قتل الإخوة، واعتمد سياسة الحبس.
من مآثره: بناء المسجد الأزرق – إصلاح سياسة ولاية العهد.
من المآخذ عليه: ضعف الحسم العسكري – تزايد نفوذ القصر.
15- مصطفى الأول
تولى الخلافة: 1617 – 1618م ثم 1622 – 1623م (سنتان مجتمعتان)
عانى من اضطرابات عقلية، وكان أداة بيد الساسة والقصر. عُزل مرتين في ظروف فوضوية.
من مآثره: لا يُذكر له أثر حقيقي في الحكم.
من المآخذ عليه: الفوضى الإدارية – ضعف أهلية القيادة.
16- عثمان الثاني
تولى الخلافة: 1618 – 1622م (4 سنوات)
شاب طموح حاول إصلاح الجيش وكسر شوكة الإنكشارية، فثاروا عليه وقتلوه.
من مآثره: سعيه للإصلاح – محاولة تقليص نفوذ العسكر.
من المآخذ عليه: الاندفاع وسوء التقدير السياسي – صدامه المبكر مع الإنكشارية.
17- مراد الرابع
تولى الخلافة: 1623 – 1640م (17 سنة)
استعاد هيبة الدولة بالقوة والحزم، وقاد بنفسه حملة ناجحة على بغداد. حظر الخمر والدخان والمجون.
من مآثره: إعادة ضبط الدولة – الانتصار على الصفويين – فرض النظام بالقوة.
من المآخذ عليه: الاستبداد المفرط – سياسة البطش.
18- إبراهيم الأول
تولى الخلافة: 1640 – 1648م (8 سنوات)
لقّب بـ”إبراهيم المجنون” لسلوكه غير المتوازن. ساءت أحوال الدولة في عهده، فعُزل ثم قُتل.
من مآثره: لا تُذكر له إصلاحات بارزة.
من المآخذ عليه: التبذير – الضعف العقلي – الانحدار الإداري.
19- محمد الرابع
تولى الخلافة: 1648 – 1687م (39 سنة)
طويل العهد، عُرف بحبه للصيد. تولى الحكم وهو طفل، وتأثر كثيرًا بالصدر الأعظم كوبرولي وعائلته.
من مآثره: الانتصارات الكبرى في عهد كوبرولي – حملة فتح فيينا الأولى.
من المآخذ عليه: ضعف شخصيته – الاعتماد الزائد على رجال الدولة.
20- سليمان الثاني
تولى الخلافة: 1687 – 1691م (4 سنوات)
تولى في مرحلة ضعف داخلي وعسكري، لكنه حاول استعادة التوازن بدعم الإصلاحات العسكرية.
من مآثره: دعم الجيش والإصلاح – تعزيز بعض المؤسسات.
من المآخذ عليه: قصر المدة – محدودية الإنجازات.
21- أحمد الثاني
تولى الخلافة: 1691 – 1695م (4 سنوات)
كان ملتزمًا دينيًا، وتزامن حكمه مع تراجع الجبهة العثمانية أمام التحالف الأوروبي.
من مآثره: تعزيز التدين الرسمي – مقاومة الصليبيين في بعض المعارك.
من المآخذ عليه: الضعف السياسي والعسكري – انكماش الدور الخارجي.
22- مصطفى الثاني
تولى الخلافة: 1695 – 1703م (8 سنوات)
قاد الجيوش بنفسه، وحقق بعض الانتصارات، لكنه واجه انتكاسات كبيرة في الحروب مع النمسا.
من مآثره: النشاط العسكري – محاولات إصلاح الجيش.
من المآخذ عليه: الهزائم الكبرى – ضعف السيطرة على الجيش.
23- أحمد الثالث
تولى الخلافة: 1703 – 1730م (27 سنة)
شهد عهده ازدهارًا ثقافيًا عُرف بـ”عصر التوليب”، وتأثر بالنهضة الأوروبية. انتهى حكمه بثورة الانكشارية.
من مآثره: تشجيع الطباعة والفنون – انفتاح على الغرب.
من المآخذ عليه: التفكك الداخلي – الترف والانعزال عن العامة.
24- محمود الأول
تولى الخلافة: 1730 – 1754م (24 سنة)
تسلّم الحكم بعد ثورة الانكشارية، عمل على تهدئة الأوضاع، وقاد الدولة في مرحلة إعادة التوازن.
من مآثره: إعادة بناء الجيش – الاستقرار النسبي – دعم الثقافة.
من المآخذ عليه: محدودية الإصلاحات – بقاء الفساد العسكري.
25- عثمان الثالث
تولى الخلافة: 1754 – 1757م (3 سنوات)
كان متحفظًا ومائلًا للعزلة. لم يقد إصلاحات كبرى، بل حافظ على الوضع القائم.
من مآثره: منع نفوذ الحريم – محاولة ضبط الإنكشارية.
من المآخذ عليه: ضعف القيادة – قصر العهد دون إنجاز.
26- مصطفى الثالث
تولى الخلافة: 1757 – 1774م (17 سنة)
أدرك ضعف الدولة وبدأ بإصلاحات عسكرية وإدارية مهمة، لكنه واجه حروبًا مع روسيا.
من مآثره: إصلاحات الجيش – إنشاء مدارس عسكرية.
من المآخذ عليه: الهزيمة أمام الروس – خسارة القرم.
27- عبد الحميد الأول
تولى الخلافة: 1774 – 1789م (15 سنة)
شهدت الدولة هزيمة قاسية أمام روسيا وتوقيع معاهدة كينارجه المهينة.
من مآثره: محاولات التحديث العسكري – بناء بعض المدارس الدينية.
من المآخذ عليه: تفاقم التراجع الخارجي – ضعف سيطرة الدولة على أطرافها.
28- سليم الثالث
تولى الخلافة: 1789 – 1807م (18 سنة)
من رواد الإصلاح العثماني، أنشأ “الجيش النظامي الجديد”، لكنه واجه تمرد الإنكشارية وقتلوه.
من مآثره: إصلاحات عسكرية وإدارية – انفتاح على الغرب فكريًا.
من المآخذ عليه: ضعف الحزم – فشل احتواء العسكر.
29- مصطفى الرابع
تولى الخلافة: 1807 – 1808م (سنة واحدة)
عاد بالبلاد إلى الوراء، ألغى الإصلاحات، وشارك في قتل سليم الثالث.
من مآثره: لا تُذكر له مآثر.
من المآخذ عليه: الرجعية – قتل سليم الثالث – عدم الكفاءة.
30- محمود الثاني
تولى الخلافة: 1808 – 1839م (31 سنة)
أحد أعظم المجددين، قضى على الإنكشارية، وأسس الجيش الحديث. اتخذ خطوات مركزية قوية.
من مآثره: تأسيس الدولة الحديثة – قمع الانفصال – إصلاحات واسعة.
من المآخذ عليه: الاستبداد – تحالفه مع الغرب ضد حركات إسلامية.
31- عبد المجيد الأول
تولى الخلافة: 1839 – 1861م (22 سنة)
أطلق “التنظيمات”، وهي إصلاحات أوروبية الطابع. وسّع النفوذ الأوروبي في الدولة.
من مآثره: التنظيمات – منح غير المسلمين حقوقًا متساوية.
من المآخذ عليه: تغريب النظام – فقدان استقلالية القرار.
32- عبد العزيز الأول
تولى الخلافة: 1861 – 1876م (15 سنة)
تابع الإصلاحات، لكنه بالغ في الإنفاق، مما أدى لأزمة مالية كبرى. عُزل وقُتل.
من مآثره: تأسيس السكك الحديد – تطوير الأسطول البحري.
من المآخذ عليه: التبذير – تزايد الديون – ضعف الحكم.
33- مراد الخامس
تولى الخلافة: 1876م (3 أشهر)
حكم لفترة وجيزة، وُصف بالجنون، فعُزل بسرعة.
من مآثره: لا يُذكر له إنجاز فعلي.
من المآخذ عليه: عدم التوازن النفسي – قصر المدة.
34- عبد الحميد الثاني
تولى الخلافة: 1876 – 1909م (33 سنة)
من أعظم الخلفاء في العصر الحديث، قاوم الاستعمار الغربي، ورفض بيع فلسطين. أسس شبكة سكة حديد الحجاز.
من مآثره: النهضة التعليمية – مقاومة الصهيونية – ضبط الدولة رغم التهديدات.
من المآخذ عليه: حكم استبدادي – حل البرلمان – تصاعد المعارضة الداخلية.
35- محمد الخامس
تولى الخلافة: 1909 – 1918م (9 سنوات)
كان رمزًا شكليًا بعد انقلاب جمعية الاتحاد والترقي، ودخلت الدولة الحرب العالمية الأولى في عهده.
من مآثره: إعلان الجهاد ضد الحلفاء – دعم الخلافة روحيًا.
من المآخذ عليه: ضعف القيادة – هيمنة “الاتحاد والترقي”.
36- محمد السادس (وحيد الدين)
تولى الخلافة: 1918 – 1922م (4 سنوات)
آخر سلاطين آل عثمان، شهد سقوط الدولة رسميًا، واحتلال إسطنبول، ونُفي إلى الخارج.
من مآثره: محاولات التهدئة – التمسك الرسمي بالخلافة.
من المآخذ عليه: الاستسلام السياسي – فقدان التأثير الحقيقي.
🟥 الخلافة العثمانية (فترة رمزية بعد إلغاء السلطنة)
37- عبد المجيد الثاني
تولى الخلافة: 1922 – 1924م (سنتان رمزيّتان)
نُصّب خليفةً بلا سلطة تنفيذية بعد إلغاء السلطنة، وأُلغي منصب الخلافة نهائيًا سنة 1924 بأمر من مصطفى كمال أتاتورك.
من مآثره: الحفاظ الرمزي على الخلافة – التمثيل الرمزي للعالم الإسلامي.
من المآخذ عليه: لم يُمنح سلطة حقيقية – ضعف الدور السياسي.
وهكذا انتهت الخلافة العثمانية بعد أكثر من 6 قرون من الحكم، تخللتها مراحل من القوة والتدهور، والإصلاح والانهيار، حتى تم إلغاء الخلافة رسميًا عام 1924م.
خلاصة المراحل
🟢 أولًا: مرحلة الإمارة العثمانية (1299 – 1389م)
من عثمان الأول إلى مراد الأولالنواة الأولى للدولة، ظهرت كإمارة تركمانية صغيرة على أطراف الدولة البيزنطية.
توسعت تدريجيًا في الأناضول والبلقان، مستفيدة من ضعف السلاجقة والبيزنطيين.
تم التوسع بالتحالفات والزواج والحرب، دون ادعاء الخلافة الإسلامية بعد.
🟢 ثانيًا: مرحلة السلطنة العظمى (1389 – 1517م)
من بايزيد الأول إلى سليم الأولترسخت الدولة كقوة إسلامية كبرى، وتوسعت بقوة في البلقان والأناضول.
تم استخدام لقب “سلطان”، وأصبحت الدولة منافسة للمماليك والصفويين.
culminated في ضم الشام ومصر والحجاز على يد سليم الأول، ونقل الخلافة رسميًا إلى العثمانيين.
🟢 ثالثًا: مرحلة الخلافة الإسلامية العثمانية (1517 – 1924م)
🔹 أ) مرحلة القوة والازدهار (1517 – 1683م)من سليم الأول إلى محمد الرابع
بلغت الدولة ذروتها في عهد سليمان القانوني، وامتدت إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا.
ساد الاستقرار الداخلي، وازدهرت الثقافة، والجيش العثماني سيطر على البحرين الأبيض والمتوسط.
انتهت هذه المرحلة بمحاولة فاشلة لاحتلال فيينا (1683م)، التي شكلت بداية التراجع.
🔹 ب) مرحلة التراجع والإصلاحات (1683 – 1839م)
من سليمان الثاني إلى محمود الثاني
تكبّدت الدولة هزائم متتالية أمام الروس والنمساويين، وفقدت تدريجيًا أراضيها في أوروبا.
ظهرت محاولات إصلاح، لكنها اصطدمت بفساد الإنكشارية والمحافظين.
culminated بإلغاء الإنكشارية على يد محمود الثاني، والبدء ببناء دولة حديثة.
🔹 ج) مرحلة التنظيمات والتغريب (1839 – 1876م)
عبد المجيد الأول – عبد العزيز الأول
تبنّت الدولة إصلاحات مستوحاة من أوروبا، تحت عنوان “التنظيمات”.
فُرضت قوانين جديدة، وتم منح الأقليات امتيازات واسعة، مما أضعف السيادة الإسلامية.
ارتفعت الديون، وتغلغل النفوذ الأوروبي.
🔹 د) مرحلة الانقلاب والاستبداد (1876 – 1909م)
عبد الحميد الثاني
حاول عبد الحميد إنقاذ الدولة عبر الاستبداد والإصلاح الداخلي، وواجه المؤامرات الأوروبية.
ألغى الدستور، وركّز السلطة، لكن قوة المعارضة تصاعدت.
تولت جمعية الاتحاد والترقي السلطة، وأدخلت الدولة الحرب العالمية الأولى.
تفككت الدولة بعد الهزيمة، وتم احتلال إسطنبول.
أُلغيت السلطنة 1922م، ثم أُلغيت الخلافة الإسلامية نهائيًا سنة 1924م على يد أتاتورك.
🟥 النهاية: سقوط الخلافة الإسلامية (1924م)
عبد المجيد الثاني هو آخر الخلفاء العثمانيين.
بإلغاء الخلافة، انتهى عهد استمر أكثر من 13 قرنًا منذ الخلفاء الراشدين.
نشأت بعدها جمهوريات قومية، وأُقصيت الشريعة الإسلامية من الحكم في العالم الإسلامي.
خاتمة
امتدت الدولة العثمانية لأكثر من ستة قرون، فكانت أطول دولة إسلامية عمرًا، وبلغت قمة المجد والتوسع في العصر الكلاسيكي، قبل أن تبدأ رحلة انحدار طويلة بفعل عوامل داخلية (الفساد، تدهور المؤسسة العسكرية، التخلف العلمي) وخارجية (التدخل الأوروبي، الحروب، الحركات القومية).
وقد مثلت النهاية سقوطًا مدويًا لمجمل البنية السياسية العثمانية، وخاتمة لقرون من الخلافة الإسلامية، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة في التاريخ الإسلامي قوامها القوميات الحديثة والدول الوطنية.