الحملات الصليبية: الحملة الصليبية الخامسة (1217 – 1221) : حين ظنّوا أن الطريق إلى القدس يبدأ من النيل

 

بعد فشل الحملة الرابعة وانكشاف زيف الشعارات، قرر البابا أن يُعيد ضبط المسار نحو القدس.

لكن الحملة الخامسة اختارت طريقًا غير تقليدي: غزو مصر أولًا ثم الانطلاق منها نحو بيت المقدس.
ظنّ الصليبيون أن مصر هي مفتاح النصر، وأن السيطرة على دلتا النيل ستمكّنهم من إخضاع المشرق، لكن الأحداث ستثبت مرة أخرى أن الجهل بالواقع لا يُنتج إلا هزائم جديدة.

1. مدة البقاء

استمرت الحملة من عام 1217 إلى 1221، وشهدت محاولات للسيطرة على مدينة دمياط في شمال مصر، لكنها انتهت بانسحاب مذلّ بعد فشل الحملة في التقدّم نحو القاهرة.

2. أبرز القادة في الحملة

  • جون دي بريين: ملك مملكة بيت المقدس الاسمي وقائد الحملة
  • ليوبولد السادس: دوق النمسا
  • أندرو الثاني: ملك المجر
  • البابا هونوريوس الثالث: راعي الحملة من روما
  • بيلاجيوس: ممثل البابا والمحرّض على رفض مفاوضات المسلمين

    3. السبب المعلن

    تحرير القدس من قبضة المسلمين، وذلك عبر خطة إستراتيجية تبدأ بالسيطرة على مصر لضرب العمق الإسلامي ثم الزحف إلى الشام.

    4. السبب الحقيقي

    سعي القوى الصليبية، لا سيما الفاتيكان، إلى تحقيق موطئ قدم مستقر في شرق المتوسط من خلال احتلال مصر، قلب العالم الإسلامي التجاري والسياسي، والتحكم في طرق التجارة النيلية والبحرية، بعيدًا عن المسالك الصحراوية المعقدة في الشام.

    5. أهم الأحداث العامة

    • وصول الحملة إلى عكا في فلسطين سنة 1217، لكنها لم تحقق إنجازًا هناك
    • التوجه نحو مصر باعتبارها الهدف الحقيقي للحملة
    • حصار دمياط الشرس واحتلالها عام 1219 بعد معارك طويلة
    • رفض البابا ومن يمثله عروض الصلح التي قدّمها المسلمون، والتي كانت تضمن تسليم القدس مقابل خروج الصليبيين من مصر
    • الكارثة الكبرى في الفيضان وقطع طرق الإمداد على الصليبيين
    • الهزيمة الساحقة وانسحاب الجيش الصليبي مذلولًا من مصر

      6. أهم الأحداث العسكرية والسياسية

      • معركة دمياط: تمثل ذروة الحملة حين سقطت المدينة بيد الصليبيين
      • عرض الملك الكامل: سلطان مصر، قدّم للصليبيين القدس وأغلب ممتلكات الشام مقابل انسحابهم، فرفضوا تحت ضغط رجال الدين
      • فيضان النيل: قلب المعادلة لصالح المسلمين
      • معركة المنصورة (1221): الجيش الصليبي يُحاصر ويُقطع عنه التموين، ثم يُجبر على تسليم دمياط والانسحاب الكامل

        7. أبرز القادة المسلمين

        • الملك الكامل الأيوبي: سلطان مصر، وهو أبرز شخصية واجهت الحملة بحنكة ومهارة سياسية وعسكرية
        • الملك المعظم عيسى: أمير دمشق، لعب دورًا مهمًا في رفض التنازلات للصليبيين رغم عرض الكامل
        • شجرة القيادة الأيوبية: كانت لا تزال متماسكة، على الرغم من التنافس الداخلي

          8. أبرز الملوك والحكام من جانب الحملة

          • جون دي بريين: قائد الحملة الميداني وأحد ملوك القدس السابقين
          • الملك أندرو الثاني: ملك المجر، شارك لفترة قصيرة ثم انسحب
          • ليوبولد السادس: دوق النمسا
          • بيلاجيوس: ممثل البابا الذي عرقل الصلح وأصرّ على الحرب
          • البابا هونوريوس الثالث: محرّك الحملة من بعيد

            9. النهاية والخروج

            بعد فشل المفاوضات، وقع الصليبيون في فخ فيضان النيل الذي جعل أراضيهم طينًا ومستنقعات، وفقدوا القدرة على الحركة أو التموين.
            فأجبروا على توقيع اتفاق مذل، يقضي بانسحابهم الكامل من دمياط عام 1221، دون تحقيق أي من أهدافهم، ما شكّل هزيمة صريحة وأعاد رسم معادلات القوة لصالح الأيوبيين.

            الخاتمة التحليلية

            تؤكد الحملة الخامسة أن المشروع الصليبي لم يكن ينطلق من فهم واقعي للمنطقة، بل من طموحات دينية مغلقة وتحالفات عسكرية غير منسجمة.
            وقد كانت هذه الحملة إحدى أكبر فرص المسلمين لتأمل كيف يمكن للإرادة السياسية أن تهزم الغزو، لا بالدم فقط، بل بالحكمة.
            رفض الملك المعظم التنازل عن القدس، رغم أن عرض الكامل بذلك كان مغريًا سياسيًا، لكنه لو تم، لكانت الهزيمة معنوية في ثوب النصر، فاختار الصمود، فكان النصر كاملاً.

            سلسلة: الحملات الصليبية: حروب مقدسة خلف أطماع الملوك

            +
            أحدث أقدم

            ويجيد بعد المقال


            تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.