
قاد الحملة الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني الذي دخل في صراع مع البابوية، فحُرم كنسيًا قبل أن يبدأ حملته، ثم عاد بـ"نصرٍ" بلا معركة... لكنه نصرٌ يشبه الخديعة.
1. مدة البقاء
استمرت الحملة بين عامي 1228 و1229، وكانت أقصر حملة زمنًا، حيث لم تشهد عمليات عسكرية كبيرة، بل مفاوضات وتسويات سياسية.
2. أبرز القادة في الحملة
- فريدريك الثاني: إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة وملك صقلية، القائد المطلق للحملة
- لم تُشارك فيها ممالك أوروبية أخرى مشاركة فعلية عسكرية، إذ كانت حملة فردية تقريبًا بقيادة فريدريك وحده.
3. السبب المعلن
تحقيق هدف "تحرير القدس" بعد فشل الحملة الخامسة، وإعادة إحياء مملكة القدس اللاتينية من دون معارك مدمّرة.
4. السبب الحقيقي
رغبة فريدريك الثاني في تعزيز نفوذه السياسي في الشرق، والظهور بمظهر المنتصر رغم خصومته مع البابا.
كان أيضًا يسعى لكسب شرعية دينية وسياسية تُوازن العداء البابوي ضده في أوروبا، فاختار مسار التفاوض لتحقيق مكاسب رمزية.
5. أهم الأحداث العامة
- حرمان فريدريك كنسيًا من قبل البابا غريغوري التاسع قبل انطلاقه، ما أفقد الحملة الدعم البابوي
- انطلق من إيطاليا ووصل إلى عكا عام 1228
- فتح قنوات تفاوض مع الملك الكامل سلطان مصر، الذي كان في نزاع مع أمراء أيوبيين آخرين
- توقيع معاهدة يوافيا سنة 1229: تُسلّم القدس وبيت لحم والناصرة للصليبيين مقابل هدنة عشر سنوات
- دخول فريدريك إلى القدس وتوّج نفسه ملكًا عليها، دون اعتراف ديني أو احتفال كنسي
- انسحابه بعد ذلك بفترة قصيرة إثر اضطرابات سياسية في أوروبا
6. أهم الأحداث العسكرية والسياسية
- معاهدة يافا (1229): لم تكن معاهدة إذعان بل تسوية بين خصمين يعرفان ما يربحه كل طرف
- دخول القدس دون قتال: أحرج فريدريك خصومه البابويين، لكن الكنيسة لم تعترف بتتويجه
- الخلاف الأيوبي الداخلي سهّل عليه المفاوضات، إذ كانت دمشق في يد المعظم عيسى، والقدس كانت شبه منزوعة القيمة العسكرية
7. أبرز القادة المسلمين
- الملك الكامل الأيوبي: سلطان مصر، كان بارعًا في التفاوض، واستغل الانقسامات داخل البيت الأيوبي
- الملك المعظم عيسى: أمير دمشق، توفي قبيل المعاهدة، وكان من أشد المعارضين لتسليم القدس
- لم تكن هناك معارك مفتوحة، بل مناورات سياسية قادها الكامل بدهاء
8. أبرز الملوك والحكام من جانب الحملة
- فريدريك الثاني: قائد الحملة وملك القدس المتوَّج بلا مباركة
- البابا غريغوري التاسع: خصم فريدريك السياسي والديني، رفض الحملة وحرّض ضدها
- لا تُذكر ممالك أوروبية أخرى كمشارِكة فعلية، إذ كانت الحملة شبه فردية
9. النهاية والخروج
انسحب فريدريك من القدس بعد أن أمّن "نصرًا رمزيًا"، وترك مدينة القدس تحت سيطرة صليبية شكلية، إذ بقي المسلمون يديرون المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
ومع ذلك، لم تنعم المدينة بالهدوء طويلًا، وسرعان ما عادت إلى المسلمين بعد انقضاء مدة الهدنة.
الخاتمة التحليلية
تكشف الحملة السادسة أن الحروب لا تُخاض دائمًا بالسيوف، بل أحيانًا بالأقلام والمصالح المتبادلة.
لكنها أيضًا تُظهر أن التنازل عن القيم والرموز، مقابل هدنة مؤقتة، لا يُنتج نصرًا حقيقيًا.
وقد مثّلت هذه الحملة ذروة التحول في المشروع الصليبي: من اندفاع ديني شعبي إلى حسابات سياسية باردة، لم تكن القدس فيها سوى ورقة على طاولة التفاوض.