
لكن الحملة تحوّلت إلى مأساة عسكرية مدوية بعد أن اصطدمت بجدار الصمود المصري، في واحدة من أبلغ اللحظات التي انكسرت فيها الأسطورة الصليبية أمام الواقع.
1. مدة البقاء
استمرت الحملة بين عامي 1248 و1254، مع بقاء طويل للملك لويس في الشرق، أسيرًا أولًا ثم مقيمًا في عكا بعد فدائه.
2. أبرز القادة في الحملة
- لويس التاسع: ملك فرنسا وقائد الحملة
- روبرت دي أرتوا: شقيق الملك لويس وقائد الحملة في المنصورة (قُتل فيها)
- ألفونس دي بواتييه: شقيق آخر للملك، شارك في الحملة
- عدد من نبلاء فرنسا، ولكن دون مشاركة فعالة من ملوك أوروبا الآخرين.
3. السبب المعلن
استعادة بيت المقدس، بعد سقوطها من يد الصليبيين مرة أخرى سنة 1244، وتثبيت موطئ قدم مسيحي دائم في الشرق.
4. السبب الحقيقي
رغبة لويس التاسع في إحياء المشروع الصليبي الذي شارف على الانهيار، وتقديم نفسه كملك "قديس"، يعيد بناء مجد المسيحية الغربية.
كما سعت فرنسا إلى تعزيز نفوذها في المتوسط، عبر السيطرة على مصر كمركز اقتصادي واستراتيجي.
5. أهم الأحداث العامة
- توجه الحملة إلى قبرص أولًا كنقطة انطلاق
- إنزال بحري ضخم في دمياط واحتلالها عام 1249
- تقدم بطيء باتجاه المنصورة
- اشتباك عنيف في المنصورة انتهى بمجزرة ضد القوات الصليبية ومقتل القادة
- أسر لويس التاسع نفسه في معركة فارسكور
- دفع فدية ضخمة للإفراج عنه، وتخلّي الحملة عن دمياط والانسحاب
6. أهم الأحداث العسكرية والسياسية
- معركة المنصورة: حيث واجه الصليبيون مقاومة شرسة بقيادة مصرية محنكة
- مجزرة المنصورة: وقع فيها آلاف القتلى من قوات لويس، وقُتل شقيقه روبرت
- معركة فارسكور (1250): هُزم فيها الجيش الصليبي هزيمة ساحقة وأُسر الملك
- تسليم دمياط مقابل إطلاق سراح لويس، ودفع فدية قدرها 800,000 دينار
- بعد إطلاقه، أقام لويس أربع سنوات في عكا يدير ما تبقى من الوجود الصليبي
7. أبرز القادة المسلمين
- الملك الصالح نجم الدين أيوب: سلطان مصر، توفي أثناء الحملة
- الملكة شجر الدرّ: أدارت الدولة في أحلك الظروف وأخفت وفاة السلطان حتى استقرار الأمور
- فارس الدين أقطاي وركن الدين بيبرس: من أبرز قادة المعركة الميدانية، كان لهم دور بارز في صد الحملة
- توران شاه: ابن الملك الصالح، استُدعي لإكمال القيادة، لكن سرعان ما قُتل بعد انتهاء الحملة
8. أبرز الملوك والحكام من جانب الحملة
- لويس التاسع: ملك فرنسا، وقاد الحملة بنفسه
- الملك هنري الثالث (إنجلترا): لم يشارك بشكل مباشر، بل كان منشغلاً بأوضاع داخلية
- لم يكن للبابا دور مركزي في هذه الحملة، بسبب انقسام السياسة الأوروبية آنذاك
9. النهاية والخروج
انتهت الحملة بهزيمة مدوية، أُسر فيها ملك فرنسا نفسه، وهي واقعة نادرة في التاريخ الأوروبي.
وبعد دفع الفدية وتخلّي الحملة عن دمياط، انسحب الصليبيون إلى عكا، وهناك بقي لويس لعدة سنوات يحاول إعادة تنظيم الصفوف، لكن الحملة كانت عمليًا قد انتهت بالفشل.
الخاتمة التحليلية
أثبتت هذه الحملة أن الهيمنة الصليبية لم تعد قادرة على الفرض العسكري، وأن قوة المسلمين في مصر باتت عائقًا حقيقيًا أمام طموحات أوروبا.
وكانت أيضًا بداية انكشاف المشروع الصليبي كمشروع عاجز عن التكيّف مع الواقع الجغرافي والسياسي للمنطقة.
ومن رماد هذه الهزيمة، ظهرت قوى جديدة في المنطقة، أبرزها المماليك، الذين سيقودون المواجهة الحاسمة في الحملات القادمة.