
التسامح: هل هو حق أم إملاء؟
التسامح الحقيقي يعني احترام حرية كل فرد أو جماعة في اعتناق معتقدها وممارسته دون إكراه أو إجبار. لكن في كثير من الأحيان، يُصوَّر التسامح كضرورة لتقبّل معتقد أو ثقافة واحدة كمرجعية وحيدة، بحيث يُطلب من الآخرين التنازل عن معتقداتهم أو تأجيلها. هذا الاستخدام يُحوّل التسامح من قيمة إنسانية إلى أداة لفرض الهيمنة.
التسامح كأداة للهيمنة الثقافية
يُستغل مفهوم التسامح الإنساني لصالح أجندات سياسية وثقافية تسعى إلى:
- فرض نظام فكري أو ديني واحد على الجميع.
- تقليل التنوع الديني عبر مطالبة الأقليات "بالتسامح" مع هيمنة أغلبية دينية أو ثقافية.
- تجريم مقاومة هذا الفرض باعتبارها "تشددًا" أو "تعصبًا".
نتائج التبعية الإيديولوجية
عندما يتحول التسامح إلى قبول رضائي بفرض ثقافة أو معتقد، يصبح أداة لـ:
- إلغاء التنوع الديني والثقافي.
- تهميش أصوات تعبر عن خصوصية المجتمعات أو الأقليات.
- خلق حالة من الاستسلام الفكري تعيق الحوار الحقيقي.
تضليل الإعلام والسياسة
الإعلام الدولي غالبًا ما يبرز نماذج سطحية للتسامح كاحتفالات رموز دينية مشتركة، متجاهلًا القمع الديني الممنهج أو الصراعات الحقيقية التي يعيشها ملايين البشر. يُستخدم خطاب التسامح في هذه الحالة لتغطية سياسات قمعية باسم التعددية.
تفكيك التضليل: التسامح لا يعني الخضوع
التسامح الحقيقي هو العيش المشترك الذي يحترم الاختلاف ويضمن الحريات المتساوية، وليس الخضوع لمعتقد أو ثقافة واحدة. لا يجوز أن يُستغل مصطلح التسامح لإلغاء حرية المعتقد أو فرض وصاية فكرية تنميطية.
حرية الدين والمعتقد حق لا يُساوم عليه عبر مصطلحات تُسوّق كـ"تسامح" لكنها في واقعها استسلام.
سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة