
من هو "المثقف"؟ النسخة الحقيقية مقابل النسخة المصنعة
-
في الأصل، المثقف هو من يُنتج الوعي، يُحاكم الواقع بالعقل، ويقف في صفّ الحقيقة ولو على حساب النظام القائم.
-
لكن في الاستخدام الشائع اليوم، "المثقف" هو من يتقن تكرار الخطاب الرسمي بطريقة ناعمة، من يُهاجم الهويات الأصيلة تحت شعار "نقد التراث"، ومن يُجمّل هيمنة الغرب بلغة الحداثة والليبرالية.
المثقف الوظيفي: حين يتحول الفكر إلى خدمة مصالح
-
يُستدعى "المثقف" في الإعلام والمنتديات لا ليُفكّك المظلومية، بل ليبرّرها.
-
يروّج لمفاهيم مضللة مثل "التسامح" الذي يعني القبول بالقهر، أو "الحرية الشخصية" التي تعني الانفلات من كل مسؤولية جماعية.
-
يهاجم المقاومة بوصفها "فوضى"، ويسوّق الاحتلال بـ"لغة القانون الدولي"، ويتحدث عن "الحياد" بينما ينحاز للمنتصر دائمًا.
تزييف المكانة: المثقف المزيف كممثل للوعي العام
-
الإعلام يمنح صفة "المثقف" لأولئك الذين يمرّرون الخطاب الرسمي بشكل ناعم، ويقصي كل صوت تحرري حقيقي تحت تهمة "الشعبوية" أو "التطرف".
-
يتحول المثقف بذلك من ضمير الأمة إلى لسان السلطة، ومن ناقد للمنظومة إلى أداة ناعمة من أدواتها.
تفكيك التضليل: من يقف مع الحقيقة، لا مع السوق
"المثقف" لا يُقاس بعدد الكتب التي قرأها، بل بالأسئلة التي يطرحها، والمواقف التي يتخذها حين يكون الثمن باهظًا. فالثقافة ليست وظيفة ولا شهرة، بل موقف وجودي. وكل مثقف يعتنق الخطاب السائد دون مساءلة، لا يختلف عن أي أداة دعاية، مهما كانت أناقته اللغوية أو مظهره الأكاديمي.
سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة