مصطلحات مضللة: المجتمع الدولي: الاسم الحركي للهيمنة الغربية

في كل أزمة كبرى، من فلسطين إلى العراق، من سوريا إلى إفريقيا، يطلّ علينا مصطلح "المجتمع الدولي" كما لو كان سلطة أخلاقية عُليا، أو ضميرًا عالميًا يسهر على تحقيق العدالة. لكنه في الواقع ليس سوى قناع دبلوماسي يُخفي خلفه إرادة القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ممن يحتكرون تعريف "القانون" ويُقرّرون من هو "الضحية" ومن هو "الإرهابي".

من يتحدث باسم المجتمع الدولي؟ ومن يُقصى منه؟

  • حين تُقصف غزة، لا يُصدر "المجتمع الدولي" سوى بيانات قلق.
  • وحين تُقاوم الشعوب الاستعمار، تُسارع "الشرعية الدولية" لتجريمها.
  • يُقصى كل من لا يخضع للنظام العالمي القائم من عضوية هذا "المجتمع"، ليبقى تعريفه حكرًا على نادٍ غربي يملك القرار، ويمارس الانتقاء الأخلاقي.

ازدواجية فاضحة: المجتمع الدولي أداة قمع لا حماية

  • لم يتحرك هذا "المجتمع" لوقف الإبادة في رواندا، ولا المجازر في اليمن، ولا الاحتلال في فلسطين، لكنه تحرك بكل ثقله حين مست المصالح الغربية في أوكرانيا.
  • يفرض عقوبات على أنظمة "معادية" لكنه يغض الطرف عن أنظمة قمعية صديقة.
  • يسكت عن السجون السرية، ويحاضر عن "حقوق الإنسان"، يتحدث عن "القانون الدولي" بينما يغزو بلا تفويض.

تواطؤ لغوي: كيف يخدعنا الإعلام؟

الإعلام حين يقول "المجتمع الدولي يُدين" أو "المجتمع الدولي يفرض"، لا يُخبرنا أن هذا المجتمع هو الولايات المتحدة وأوروبا، ولا يذكر أن "إجماع المجتمع الدولي" يعني غالبًا تغييب الشعوب وقمع الإرادات الوطنية.

تفكيك المصطلح: لم يعد عالميًا بل انتقائيًا

"المجتمع الدولي" ليس سوى مظلة قانونية تبرر التدخلات، وتضفي شرعية زائفة على مشاريع السيطرة. إنه سلطة غير منتخبة، وضمير بلا قلب، وأداة لفرض النموذج الغربي بوصفه "النهاية الطبيعية للتاريخ".

سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.