مصطلحات مضللة: نشعر بالقلق: متى يُصبح القلق تواطؤًا؟

من أكثر الجُمل تكرارًا في البيانات الرسمية للدول الغربية، خاصة حين يتعلّق الأمر بجرائم ترتكبها أنظمة حليفة أو الاحتلال الإسرائيلي، عبارة:
"نعبّر عن قلقنا العميق"
أو
"نشعر بقلق بالغ إزاء ما يحدث"...

لكن ما الذي يعنيه هذا "القلق" فعلًا؟
وهل هو موقف؟ أم مناورة لفظية؟
القلق كغطاء دبلوماسي

في اللغة العادية، القلق يعني حالة شعورية تُفترض أن تؤدي إلى فعل.
لكن في الخطاب السياسي، هو مجرد إشارة رمزية، تُستخدم لتفادي الإدانة الصريحة، دون أن يُفهم منها أي التزام حقيقي بالتدخل أو بالمساءلة.

فالقلق السياسي لا يمنع إرسال السلاح، ولا يجمّد التحالفات، ولا يهدّد المصالح. إنه فقط أداة للاستهلاك الإعلامي، تُوظَّف لتهدئة الرأي العام دون إزعاج الجناة.
قلق انتقائي.. بوصلة المصالح

اللافت أن هذا القلق لا يظهر عند كل المجازر.
فحين يُقصف الأطفال في غزة، أو يُقتل المعارضون في دول صديقة، يكون الردّ: "نعبّر عن قلقنا".
أما إذا ارتكب جريمة طرف غير مرغوب فيه سياسيًا، فسرعان ما يتحوّل "القلق" إلى إدانة، ثم عقوبات، وربما تدخل عسكري.

وهكذا يتحوّل القلق إلى مؤشر على الانحياز، لا على المبادئ.
حين يُصبح القلق تغطية للجريمة

الأسوأ من ذلك، أن هذه العبارة تُستخدم أحيانًا للتغطية على التواطؤ.
فمن يصمت عن تمويل الجريمة، أو يرفض وقف الدعم عن مرتكبها، ثم يقول "نشعر بالقلق"، إنما يمارس نوعًا من التحايل الأخلاقي، لا الدبلوماسية.

هو قلق شكلي... يُفرغ اللغة من معناها، ويُفرغ العدالة من أدواتها.
الكلمات المفتاحية:

نشعر بالقلق، المصطلحات الدبلوماسية، النفاق السياسي، الخطاب الغربي، انتقائية المواقف، التواطؤ مع الجريمة، الصمت الدولي، جرائم الاحتلال، البيانات الرسمية، العلاقات الدولية
وصف الصورة المقترحة:
+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.