
أولًا: تقدّم حماس على الأرض
- كمائن وتفجيرات: تفجير الدبابات والمراكب المدرعة يُظهر قدرة حماس على استغلال الأرض وتطبيق تكتيكات غير نظامية دقيقة.
- استهداف الجنود: الهجمات المركّزة على القوات الإسرائيلية في الأزقة الضيقة أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، غير متوقعة تاريخيًا بالنسبة للإسرائيليين.
- تنوع الوسائل: الجمع بين الصواريخ، الفخاخ الأرضية، وكمائن الهجوم المباشر يضاعف أثر كل عملية، ويجعل أي تقدم إسرائيلي محفوفًا بالمخاطر.
ثانيًا: التأثير النفسي داخل إسرائيل
- انهيار الثقة التقليدية بالجيش: المجتمع الإسرائيلي لم يعد يشعر بأن جيشه قادر على ضمان أمانه كما كان قبل 7 أكتوبر.
- الضغط على الحكومة: احتجاجات داخلية ضد إدارة الحرب، تزايد مطالب الأسر لمعرفة مصير الجنود، وتعميق الاستياء من نتنياهو.
- حالة الانقسام: بعض الإسرائيليين يبحثون عن الفيديوهات لمتابعة الواقع، بينما آخرون يتجنبونها لحماية أنفسهم من الإحباط النفسي، ما يعكس صراعًا داخليًا على المعنويات.
ثالثًا: معادلة القتل والإصابات
- انقلاب الحسابات: القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي أصبحوا يفوقون التقديرات السابقة، بينما كانت المعادلة السابقة تكاد تكون خسائر فلسطينية مقابل أمان إسرائيلي شبه مطلق.
- الصدمة الرمزية: تفجير دبابة ميركافا، حتى لو لم يتكرر بكثرة، يُمثل هزة استراتيجية ورمزًا لانكسار صورة التفوق العسكري الإسرائيلي.
رابعًا: الإعلام والفيديوهات
- نشر المشاهد: الفيديوهات التي تبثها حماس عن الكمائن والتفجيرات تؤثر مباشرة في الرأي العام الإسرائيلي، سواء أكان المواطن يشاهدها مباشرة أم يسمع عنها من مصادر أخرى.
- محاولات الحكومة: الرقابة العسكرية تحد من وصول هذه المشاهد عبر الإعلام التقليدي، لكنها لا تستطيع حجبها عن الإنترنت ووسائل التواصل، ما يجعل الصورة حاضرة في وعي الجمهور دائمًا.
خامسًا: التداعيات الاستراتيجية
- استنزاف إسرائيل: كل يوم إضافي من القتال مع حماس يزيد من تكلفة الحرب على الجيش والحكومة، ويضعف القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في المستقبل.
- أزمة الردع: صمود غزة وكفاءة عملياتها يضعف صورة الجيش الإسرائيلي كقوة لا تُقهر، ويطرح تساؤلات حول قدرته على مواجهة تهديدات أكبر.
- توازن النفوذ الإقليمي: استمرار النزاع يترك المجال مفتوحًا لدور وساطة دولية، ويمنع إسرائيل من فرض سيطرة مطلقة على القطاع، ما يخلق حالة ضغط مستمرة على السياسات الأمريكية–الإسرائيلية في المنطقة.
سادسًا: السيناريوهات المحتملة لإسرائيل
- حسم جزئي مع استمرار المقاومة: إسرائيل قد تحقق تقدمًا محدودًا، لكن استنزافها يظل مستمرًا، ولن يُحسم النزاع بالكامل.
- تصعيد شامل مع ضغوط داخلية متزايدة: محاولة حسم كامل قد تؤدي إلى انهيار معنويات الجيش وتفاقم الاحتجاجات الداخلية.
- الجمود العسكري المستمر: استمرار المواجهة بدون حسم يؤدي إلى استمرار الاستنزاف السياسي والاقتصادي لإسرائيل، مع بقاء المقاومة في وضع قوة فعّالة.
الخلاصة
تقدم حماس بعد 7 أكتوبر يمثل تحوّلًا نوعيًا في ميزان القوة بين غزة وإسرائيل. ليس فقط على الأرض، بل في وعي الإسرائيليين وفي قدرتهم على إدارة الحرب التقليدية. الاستنزاف النفسي والميداني، مع انتشار الفيديوهات والصور، يجعل أي حسم إسرائيلي بعيد المنال، ويضع إسرائيل أمام أزمة وجودية في المعادلة الأمنية والسياسية الداخلية. غزة لم تعد مجرد قطاع محاصر، بل أصبحت مفتاحًا لتغيير ميزان القوة الإقليمي وإعادة تشكيل الوعي الإسرائيلي.