الولايات المتحدة: فتح المجال للصين وروسيا في مواجهة الهيمنة الأمريكية

السياسة الأمريكية الحالية في الشرق الأوسط، خاصة دعم إسرائيل غير المشروط في غزة، أظهرت فجوة كبيرة بين خطاب واشنطن المعلن عن احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان، وواقع أفعالها على الأرض. هذا التناقض لم يمر دون تأثير، إذ منح التحالف الشرقي، ممثلًا بالصين وروسيا، فرصة واضحة لاستغلال ضعف المصداقية الأمريكية. 

الفشل المحتمل للسياسة الأمريكية من خلال إسرائيل يفتح المجال لهذه القوى لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي في المنطقة والعالم. كما يسمح لها بالترويج لنموذج دولي بديل، قائم على التعددية وغياب ازدواجية المعايير. في هذا السياق، يظهر التحليل كيف يمكن للضعف الأمريكي أن يتحول إلى فرصة استراتيجية للخصوم.

1. استغلال تراجع المصداقية الأمريكية دوليًا

  • ازدواجية المعايير الأمريكية في القانون الدولي وحقوق الإنسان، خاصة دعم إسرائيل في غزة، تضعف مصداقية واشنطن على الصعيد العالمي.
  • الصين وروسيا يمكن أن يستغلا هذا الضعف لتقديم أنفسهما كقوى تحترم السيادة الدولية أو على الأقل لا تستخدم ازدواجية المعايير، ما يكسبهما تأييدًا سياسيًا واقتصاديًا من الدول المستاءة من السياسة الأمريكية.

2. تقوية النفوذ في الشرق الأوسط

  • ضعف الإدارة الأمريكية ومصداقيتها يعطي موسكو وبكين فرصة لتوسيع نفوذهما في الشرق الأوسط، عبر بناء تحالفات مع الدول العربية والإسلامية المستاءة من الدور الأمريكي وإسرائيل.
  • يمكن استغلال الأزمة لتقديم حلول اقتصادية وعسكرية بديلة، مثل صفقات أسلحة روسية أو استثمارات صينية في البنية التحتية والطاقة، ما يقلل اعتماد المنطقة على الدعم الأمريكي.

3. الضغط على التحالفات الغربية

  • الصين وروسيا تستخدمان الفجوة بين خطاب واشنطن حول القانون الدولي وواقع دعمها لإسرائيل لتحدي المصالح الغربية في المنتديات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
  • يمكنهم تعطيل أي قرارات دولية ضد حلفائهم أو مصالحهم، مستفيدين من فقدان الشرعية الأمريكية.

4. تقديم نموذج بديل للنظام الدولي

  • استمرار الانتهاكات الأمريكية يمنح الصين وروسيا فرصة لتقديم نموذج بديل للنظام العالمي، قائم على النفوذ المباشر أو التوازن متعدد الأقطاب، بعيدًا عن ازدواجية المعايير الأمريكية.
  • هذا النموذج يشجع دولًا كثيرة على إعادة النظر في اعتمادها على الولايات المتحدة كضامن للاستقرار والأمن الدولي.

5. التأثير على الاقتصاد العالمي

  • التوترات الإقليمية وضعف الدور الأمريكي يتيح لروسيا استخدام مواردها (النفط والغاز) كأداة ضغط، بينما تستثمر الصين في مشاريع اقتصادية كبيرة لتعويض غياب الهيمنة الأمريكية.
  • هذا يعزز التحالف الشرقي كقوة اقتصادية بديلة، ويضعف قدرة أمريكا على التحكم بأسواق الطاقة والتمويل العالمي.

الخلاصة

التحالف الشرقي يستغل ضعف المصداقية الأمريكية وسلوكها في دعم إسرائيل لتحقيق أهداف استراتيجية واسعة:

  1. تعزيز نفوذه في الشرق الأوسط.
  2. تحدي الهيمنة الأمريكية في المؤسسات الدولية.
  3. تقديم نموذج بديل للنظام الدولي متعدد الأقطاب.
  4. توسيع النفوذ الاقتصادي والسياسي عالميًا على حساب واشنطن.

باختصار، أي فشل أمريكي أو ازدواجية في السياسات تعطي الصين وروسيا فرصة ذهبية لتعزيز موقفهما الدولي وإضعاف الهيمنة الأمريكية.

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.