
أصبح واضحًا أن الولايات المتحدة لم تعد مجرد مراقب في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، بل تحوّلت إلى لاعب رئيسي يُعيد تعريف القوانين الدولية وفق مصالحه. دعمها غير المشروط لإسرائيل جعلها أكبر منتهك للقانون الدولي وحقوق الإنسان بشكل فاضح، مُحوّلة السياسة الدولية إلى أداة لتحقيق أهداف استراتيجية. هذا التحول ليس خطأ عابرًا، بل امتداد لسياسة مدروسة تستخدم إسرائيل كغطاء عملي لتجاوزاتها. أي نقد للانتهاكات الإسرائيلية يُقابل بالدفاع الأمريكي المباشر أو بتشويه الرأي العام الدولي، ما يضعف مصداقية النظام الدولي. تحليل الواقع يكشف أن هذه السياسات تُظهر ازدواجية المعايير القانونية والسياسية، حيث تُسوّق أمريكا نفسها حامية للقانون الدولي بينما تستغله لتحقيق نفوذها.
ما تفعله إسرائيل في غزة يسلط الضوء على ازدواجية أمريكية صارخة: الدولة التي لطالما ادعت أنها مدافع عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، أصبحت بفعل دعمها غير المشروط لإسرائيل أكبر منتهك للقوانين الدولية بشكل فاضح. هذا التحول ليس نتيجة خطأ عابر، بل امتداد لسياسة استراتيجية متعمّدة.
1. توظيف إسرائيل لتبرير الانتهاك الأمريكي
- إسرائيل تعمل كأداة تنفيذية للسياسة الأمريكية: أي تجاوز في غزة يُغطيه الدعم الأمريكي، سواء بالأسلحة أو بالمواقف السياسية.
- هذا التوظيف يسمح لأمريكا بالظهور كدولة "محايدة" أو "ملتزمة بالقانون الدولي" بينما في الواقع تتحمل مسؤولية الانتهاكات بشكل مباشر أو غير مباشر.
2. تحويل المفاهيم الدولية لصالح المصالح الأمريكية
- الولايات المتحدة كانت تُسوق نفسها كحامية للقانون الدولي وحقوق الإنسان، لكنها أصبحت اليوم تستخدم إسرائيل لإعادة تعريف ما هو مقبول دوليًا بما يتوافق مع مصالحها.
- أي انتقادات للانتهاكات الإسرائيلية تُواجه بالدفاع الأمريكي المباشر، أو بتشويه الرأي العام الدولي، ما يخلق سابقة خطيرة تهدد مصداقية النظام الدولي.
3. ازدواجية المعايير القانونية والسياسية
- أمريكا تنتقد دولًا أخرى على مخالفات حقوق الإنسان وتفرض عقوبات، لكنها تتجاهل أو تبرر الانتهاكات الإسرائيلية، مثل القتل الجماعي للمدنيين أو هدم المنازل.
- هذا السلوك يثبت أن القانون الدولي ليس أداة حماية عالمية بالنسبة للولايات المتحدة، بل أداة لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية، مع إسرائيل كغطاء عملي.
4. انعكاسات التحول على الشرعية الدولية الأمريكية
- الدعم الأمريكي لإسرائيل يكشف أن الولايات المتحدة أصبحت تتاجر بالقانون الدولي، فتروج للشرعية عند الحاجة وتتنازل عنها عند الضرورة.
- هذا التحول يضعف قدرة أمريكا على قيادة التحالفات الدولية، ويجعل أي حديث عن حقوق الإنسان أو الأمن الدولي مشكوكًا فيه على مستوى العالم.
الخلاصة
أفعال إسرائيل في غزة، والدعم الأمريكي المستمر لها، أخرج الولايات المتحدة من صورة الدولة المدافعة عن القانون الدولي، لتصبح أكبر منتهك للقوانين وحقوق الإنسان بشكل فاضح.
التحليل الواقعي يظهر أن هذا التحول ليس مفاجئًا، بل نتيجة استراتيجية:
- إسرائيل: أداة تنفيذية للأهداف الأمريكية.
- الولايات المتحدة: تستفيد من الانتهاكات لتحقيق النفوذ العسكري، السياسي، والاقتصادي، بينما تحافظ على مظاهر الشرعية الدولية فقط على الورق.
باختصار، الولايات المتحدة أصبحت اليوم دولة تمارس القانون الدولي انتقائيًا، وتستخدم إسرائيل كغطاء عملي لتجاوزاته، ما يجعل مصداقيتها الحقوقية والسياسية في العالم على المحك.