
كوريا الشمالية: خطر مغلق في شرق آسيا
كوريا الشمالية تملك سلاحًا نوويًا وصواريخ عابرة للقارات، لكنها بالنسبة للغرب خطر مُحتوى في محيطها الجغرافي. بيونغ يانغ لم تخرج عن نمطها منذ عقود: تجارب عسكرية، عقوبات دولية، ثم عودة إلى الصمت. الغرب يعرف أن أي مواجهة معها ستكون باهظة الثمن، فالنظام مسلح بردع نووي مباشر. لذلك يتعامل معها كـ "ملف مغلق" يدار بالعقوبات والردع البارد، لا بالخطاب اليوميالصاخب.
إيران: خطر وظيفي على بنية الهيمنة
إيران على النقيض تمامًا. ليست مجرد دولة تسعى لتقنية نووية، بل لاعب مزعج في قلب الشرق الأوسط، حيث المصالح الحيوية للغرب:
- موقعها الجغرافي المطل على الخليج وخطوط الطاقة.
- دعمها لحركات مقاومة تهدد إسرائيل والمصالح الأمريكية.
- قدرتها على تحريك أسواق النفط والملاحة الدولية.
- خطابها الإيديولوجي الذي يصطدم مع الأنظمة الوظيفية في المنطقة.
هنا يصبح الصراع مع إيران أكثر من مجرد "قلق أمني"، بل تحديًا لبنية كاملة بناها الغرب منذ عقود لإدارة المنطقة.
ازدواجية الخطاب الإعلامي
الغرب يصور إيران كخطر دائم لأنها تدخل في سرديته المفضلة: "تهديد لإسرائيل"، "تهديد لحلفائنا العرب"، "تهديد لاستقرار الطاقة". أما كوريا الشمالية، فبعيدة عن هذه السردية، ويمكن إبقاؤها في دائرة التهميش طالما لا تهدد مباشرة بنية الهيمنة الغربية.
الخلاصة
الفرق بين كوريا الشمالية وإيران ليس في مستوى "الخطورة"، بل في طبيعة التهديد للمصالح الغربية. كوريا الشمالية صاخبة عسكريًا لكنها معزولة، بينما إيران أكثر تأثيرًا في الملفات التي تهم واشنطن وتل أبيب والأنظمة التابعة لهما. ولهذا يختفي الصخب عند الحديث عن بيونغ يانغ، بينما يُضخّم باستمرار عند الحديث عن طهران.