الحروب الحديثة: الحرب السورية – صراع الوصاية والتحولات الإقليمية

1. الأطراف المشاركة

الحرب السورية تعد واحدة من أعقد الحروب الحديثة، بسبب تعدد الأطراف الداخلية والخارجية:

  • النظام السوري: بقيادة بشار الأسد، يسعى للحفاظ على السلطة، دعمها روسيا وإيران وحزب الله.

  • المعارضة السورية: تحالفات متعددة من فصائل مسلحة معتدلة ومتطرفة، مدعومة في مراحل مختلفة من تركيا، الولايات المتحدة، ودول الخليج.

  • قوات كردية: تسعى لحماية مناطقهم في شمال شرق سوريا، مدعومة جزئيًا من التحالف الدولي ضد داعش.

  • الدولة الإسلامية (داعش): استغلت الفوضى لفرض سلطتها مؤقتًا، واستهدفت المدنيين والقوات المحلية.

  • التحالف الدولي: الولايات المتحدة وحلفاؤها لمكافحة داعش، مع تدخلات محددة ضد النظام أو لدعم المعارضة.


2. السياق التاريخي والسياسي

  • اندلاع الاحتجاجات عام 2011 في سياق الربيع العربي، مطالبًا بالإصلاح السياسي والاقتصادي.

  • تحول الاحتجاجات إلى صراع مسلح شامل بسبب القمع الحكومي، تدخلات خارجية، وتفكك القوى المحلية.

  • سوريا أصبحت ساحة تجربة للنفوذ الإقليمي والدولي بين روسيا، إيران، تركيا، الولايات المتحدة، وإسرائيل.


3. الأسباب الحقيقية والمعلنة

الأسباب المعلنة:

  • مكافحة الإرهاب والتطرف (خصوصًا داعش).

  • حماية المدنيين وإعادة الاستقرار.

  • دعم العمليات الإنسانية وإعادة الإعمار.

الأسباب الحقيقية:

  • النظام السوري وحلفاؤه: الحفاظ على السلطة، وتأمين خطوط الدعم الإيراني وروسيا العسكرية.

  • الدول الغربية وتركيا ودول الخليج: التأثير على توازن القوى الإقليمي، دعم جماعات محددة لضمان نفوذ سياسي واستراتيجي.

  • إيران وروسيا: تعزيز موقعهما في الشرق الأوسط، حماية مصالحهما العسكرية والاقتصادية.


4. التحليل العسكري والاستراتيجي

  1. التكتيكات:

    • الحصار على المدن، التفجيرات، الضربات الجوية المكثفة.

    • حرب المدن الطويلة (حلب، إدلب، الغوطة).

    • حرب العصابات والكمائن في المناطق الريفية والبادية.

  2. التقنيات والأسلحة:

    • استخدام الطائرات الحربية الروسية والأمريكية، الأسلحة الكيميائية (في بعض المناطق)، والدعم بالصواريخ الدقيقة.

    • القوة البرية المحلية متعددة الجنسيات، مدعومة بالأسلحة الثقيلة والدبابات.

  3. استراتيجيات الأطراف:

    • النظام: استعادة السيطرة على المدن والمحافظات الرئيسية، توجيه الضربات لمناطق المعارضة.

    • المعارضة: الاستفادة من الدعم الخارجي، استنزاف قوات النظام، السيطرة على مناطق محددة.

    • التحالف الدولي: ضرب أهداف داعش، دعم قوات محلية، حماية المصالح الاستراتيجية.


5. التداعيات والنتائج

سياسيًا:

  • تثبيت النظام في معظم الأراضي السورية، مع تبقي مناطق شبه مستقلة (شمال شرق سوريا، إدلب).

  • تعزيز النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، وتراجع الدور الأمريكي المباشر.

  • إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، مع دور تركي متزايد في شمال سوريا.

اقتصاديًا:

  • دمار هائل للبنية التحتية والصناعة والزراعة.

  • نزوح ملايين السوريين داخليًا وخارجيًا، مع تأثير مباشر على الاقتصاد الإقليمي والدولي.

  • فقدان الموارد الطبيعية، وانهيار بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية.

اجتماعيًا وإنسانيًا:

  • أكثر من نصف السكان نزحوا داخليًا أو إلى الخارج.

  • آلاف القتلى والجرحى، مع آثار نفسية طويلة الأمد على الأطفال والجيل الجديد.

  • انقسامات مجتمعية وإثنية ودينية مستمرة، تعيق إعادة الإعمار والوحدة الوطنية.

عسكريًا:

  • تجربة الحرب متعددة الأطراف والتدخلات الإقليمية والدولية.

  • تطوير التكتيكات الحضرية، استخدام القوة الجوية المركّزة، وفعالية التحالفات غير التقليدية.

  • إبراز صعوبة إنهاء الصراعات دون حل سياسي شامل، رغم التفوق العسكري لبعض الأطراف.


+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.