
مصطلح "المتحضر" في العمق يحمل معنى إيجابيًا مرتبطًا بالتقدم، التنظيم، والاحترام الاجتماعي. لكنه في الخطاب السياسي والإعلامي الدولي كثيرًا ما يُستخدم بمعنى مضلل، يُفرغ من جوهره، ليصبح وسيلة تصنيف إقصائية تحمل تحيزًا ثقافيًا يفرض الثقافة الغربية كمقياس وحيد لـ"الحضارة".
المتحضر: تعريف مشوه ومحكوم بإطار غربي
- يُصور المتحضر على أنه من يقتدي بالقيم، العادات، والأنظمة الغربية، متجاهلين التنوع الثقافي والحضاري في العالم.
- يُستخدم المصطلح لتحقير أو استبعاد المجتمعات التي تحافظ على هويتها الثقافية أو التي تتبع نماذج تنموية مختلفة.
- يُروّج لفكرة أن التخلف والتأخر مرتبطان بعدم التبني الكامل للنمط الغربي، بغض النظر عن الواقع الفعلي والتاريخي.
أداة إقصاء ثقافي وسياسي
- يُستخدم المصطلح كذريعة لتبرير تدخلات سياسية وثقافية باسم "نشر الحضارة" أو "نقل التقدم".
- يتحول إلى معيار قيمي يحكم على المجتمعات وليس على الأفراد فقط، ما يخلق أحقادًا وصراعات ثقافية.
- يخفي أحيانًا استغلال الموارد والسيطرة الاقتصادية تحت عباءة "التنمية المدنية".
تفكيك التضليل: الحضارة متعددة الأبعاد وليست حكرًا على الغرب
الحضارة الحقيقية هي نتاج تفاعل إنساني متعدد الثقافات والتجارب، وليست محصورة في نموذج واحد أو ثقافة واحدة. وصف أي مجتمع بـ"غير المتحضر" لمجرد تمسكه بهويته أو نمط مختلف هو تشويه يستخدم لتبرير الهيمنة الثقافية والسياسية.
سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة