
من هو "الصديق"؟ ومن يُعاقب؟
- حكومة تطبّع مع الكيان المحتل: "صديقة".
- حكومة تسمح للقواعد العسكرية الغربية بالبقاء إلى الأبد: "شريكة استراتيجية".
- حكومة ترفض الخضوع لصندوق النقد أو تقول لا لإملاءات واشنطن: "مارقة"، "ديكتاتورية"، أو تُوصف بأنها "تشكل خطرًا على الاستقرار الدولي".
إذن "الصداقة" ليست معيارًا أخلاقيًا، بل بطاقة عضوية في نادي الأنظمة القابلة للاستخدام.
تحالفات لا يحكمها ميثاق... بل خريطة المصالح
"الحكومة الصديقة" قد تكون أكثر استبدادًا من خصوم الغرب، لكنها لا تُنتقد، بل تُموّل وتُسلّح. وتصبح فجأة نموذجًا في "الاعتدال" و"الإصلاح"، لمجرد أنها تفتح المجال للشركات العابرة، أو تشتري الأسلحة بالمليارات.
وفي المقابل، تُحاصر الشعوب التي تختار طريقًا مستقلاً، أو تعبّر عن كرامتها الوطنية، ويُتهم قادتها بـ"تعطيل الحلول السياسية" أو "العمل ضد السلام الإقليمي".
لغة دبلوماسية تُجمّل التبعية
حين يُقال: "زار الزعيم دولة صديقة"، فإنها غالبًا زيارة لبلد وافق على شروط اللعبة. وحين تُهدد "العلاقات مع الحكومة الصديقة"، فإن المقصود هو وجود انحراف عن الخط المرسوم، أو تململ من الإذعان.
وبذلك يصبح مفهوم "الصداقة" في السياسة الدولية غطاءً لغويًا للتبعية، لا علاقة له بالتكافؤ أو الاحترام المتبادل.
سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة