مصطلحات مضللة: الدولة المارقة: حين تُصنَّف السيادة كجريمة

من الذي يملك حق تحديد من هي "الدولة المارقة"؟ لا توجد محكمة دولية محايدة تصدر هذا الوصف، بل تُطلقه عادةً دولة واحدة أو تحالف غربي ضد دولة أخرى ترفض الانصياع. فالدولة "المارقة" ليست التي تنتهك القوانين، بل التي ترفض الخضوع لمن يكتبها.

معيار "الشرعية": الخضوع أو الاتهام

تُستخدم عبارة "دولة مارقة" لوصم كل كيان سياسي يختار طريقًا مغايرًا للمصالح الغربية، سواء أكان في السياسة، أم الاقتصاد، أم حتى في طريقة إدارة موارده أو عقيدته الدفاعية.

  • تملك سلاحًا؟ أنت مارق.
  • ترفض الهيمنة الاقتصادية؟ مارق.
  • تستضيف مقاومة أو ترفض التطبيع؟ مارق.
  • تُخالف إملاءات "النظام الدولي القائم"؟ حتمًا، مارق.

المصطلح بحد ذاته تهمة سياسية، لا توصيف قانوني. يُطلق لتبرير الحصار، والضغوط، وربما التدخل العسكري.

حين تصبح المقاومة... تمردًا

الدولة "المارقة" غالبًا ما تكون ببساطة: دولة تحاول أن تكون مستقلة. لكن لأن الاستقلال خطر على من اعتاد رسم الخرائط، فإن كل خروج عن الصف يُشيطن بتعبيرات مدروسة: مارقة، متمردة، خارجة عن القانون الدولي، تهدد الاستقرار العالمي.

وهكذا يُعاد تعريف العالم وفق معيار واحد: الطاعة.

سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.