مصطلحات مضللة: قوات حفظ السلام: قناع ناعم لأحذية المحتل

"قوات حفظ السلام"؛ عبارة تبدو إنسانية ومُسالِمة، توحي بجنودٍ يرتدون الخوذ الزرقاء ليحموا الأبرياء ويُطفئوا نيران الحروب. لكن خلف هذه اللافتة الناعمة، كثيرًا ما تُخفى أنيابُ التدخلات السياسية، وأقدامُ الجيوش التي تخدم أجندات الهيمنة.

من يحفظ سلام من؟

السؤال الجوهري: أي سلام تُحفظه هذه القوات؟
في كثير من الحالات، لا تأتي هذه القوات لفصل المتنازعين أو وقف الجرائم، بل لترسيخ وضع جائر يخدم الطرف الأقوى دوليًا.
فإذا انتصرت ثورة شعبية على نظامٍ تابع، أو قاومت جماعة احتلالًا أجنبيًا، تحضر "قوات حفظ السلام" لتجميد المشهد عند حدود تخدم مصالح من عيّنهم "أوصياء" على النظام الدولي.

تعويم الاحتلال وتثبيت التقسيم

في بعض المناطق، لم تكن هذه القوات سوى أداة لتثبيت واقعٍ مفروض، أو إضفاء شرعية شكلية على احتلال ناعم. فبدلًا من طرد المعتدي، يُجمَّد النزاع بوجود هذه القوات، ويُطلب من السكان القبول بالأمر الواقع تحت شعار "الاستقرار".

بل في أحيان كثيرة، تتغاضى هذه القوات عن الانتهاكات الجسيمة، وتتحوّل لمجرد شاهد صامت، أو شريك غير مباشر في تعويم النظام القائم أو الجهة المدعومة دوليًا.

متى يتحرّكون؟

لا تنتشر "قوات حفظ السلام" استجابةً لمآسي الشعوب بالضرورة، بل بقرار سياسي في أروقة مجلس الأمن، حيث تمتلك الدول الكبرى حق النقض (الفيتو).
أي أن الضحية لا يملك حق طلب الحماية، والمعتدي قد يشارك في تحديد شكل "السلام" الذي يُراد حفظه.

سلسلة: مصطلحات مضللة شائعة

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.