
1. الدوافع الاستراتيجية للتدخل الأمريكي في سوريا
يقع الملف السوري في قلب محور المقاومة الذي يهدد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، لذا كان التدخل الأمريكي مدفوعًا برغبة في:
- كبح النفوذ الإيراني المتصاعد في سوريا ولبنان.
- حماية إسرائيل عبر منع تعزيز قدرات الفصائل المسلحة المناوئة لها.
- تعطيل توسع الدور الروسي في البحر المتوسط.
- قطع الطريق على محاولات الصين لتعزيز تواجدها الجيوسياسي عبر مشاريع البنية التحتية والطاقة.
2. أشكال التدخل الأمريكي: من الدعم السري إلى القواعد العسكرية
لم يقتصر الدور الأمريكي على ضربات جوية محدودة، بل شمل أدوات متعددة:
- تقديم الدعم المالي والعسكري لما يُسمى بـ "الجيش السوري الحر" وجماعات مسلحة أخرى تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب".
- استخدام مزاعم "الأسلحة الكيميائية" لتبرير القصف الجوي والعمليات العسكرية.
- إقامة قواعد عسكرية في مناطق شمال شرق سوريا، تسيطر عليها قوات كردية حليفة للولايات المتحدة.
- دعم الفصائل الانفصالية لإعادة تشكيل الخريطة السياسية والعسكرية لسوريا.
3. النتائج الميدانية والإنسانية
أسفرت الحرب والتدخلات عن:
- دمار واسع للبنية التحتية السورية وتشريد ملايين السكان داخليًا وخارجيًا.
- تفكيك الدولة المركزية وتقويض وحدتها الوطنية.
- تحويل سوريا إلى مسرح صراع دائم بلا نهاية واضحة.
- فتح المجال أمام مشاريع تقسيم غير معلنة على أسس عرقية وطائفية.
4. التحولات في الموقف الأمريكي: من الحسم إلى إدارة الفوضى
مع مرور الوقت، تحولت السياسة الأمريكية من السعي إلى "إسقاط نظام الأسد" إلى سياسة "إطالة أمد الأزمة" التي تخدم مصالح واشنطن في:
- إبقاء الضغط على النظام السوري وحلفائه.
- الحفاظ على نفوذ عسكري في مناطق نفوذ استراتيجية.
- استخدام الأزمة كورقة تفاوضية في ملفات إقليمية كملف النووي الإيراني.
5. سوريا في ميزان المصالح الأمريكية العالمية
لا تنفصل الحرب في سوريا عن شبكة المصالح الدولية التي تشمل:
- التفاوض مع إيران بشأن البرنامج النووي، حيث تلعب سوريا دورًا كـ "بطاقة مساومة".
- خطوط أنابيب الغاز ومحطات الطاقة التي تتقاطع في المنطقة.
- موازنة النفوذ مع تركيا وروسيا عبر مناطق النفوذ العسكري والسياسي.
الخاتمة
الحرب في سوريا ليست مجرد صراع داخلي أو ثورة محلية، بل هي جزء من صراع استراتيجي كبير على الهيمنة في الشرق الأوسط. اعتمدت واشنطن على الفوضى الخلاقة كأداة لإعادة رسم خرائط النفوذ، وتفكيك الدولة السورية لصالح نظام إقليمي جديد يخدم مصالحها. إن فهم هذا السياق هو الخطوة الأولى لكشف زيف الخطاب الرسمي وتحليل نتائج الحروب الأمريكية.