
-
التحالف العسكري التقليدي
تايلند واحدة من أقدم حلفاء أمريكا في جنوب شرق آسيا (منذ معاهدة الدفاع المشترك عام 1954)، وتشارك بانتظام في مناورات "كوبرا غولد" العسكرية المشتركة، وهي الأكبر في المنطقة. -
انقلابات تايلند والانتقادات الأمريكية
شهدت تايلند عدة انقلابات عسكرية (أبرزها عام 2014)، وكانت الولايات المتحدة تنتقد التراجع الديمقراطي هناك، مما أدى إلى توتر العلاقات مؤقتًا، وتقارب بانكوك مع الصين كنوع من الضغط المضاد. -
الصين في الخلفية دائمًا
الصين هي الشريك التجاري الأكبر لتايلند، وتستثمر في مشاريع بنى تحتية ضخمة هناك ضمن "مبادرة الحزام والطريق"، وهو ما يثير قلق واشنطن من فقدان نفوذها تدريجيًا لصالح بكين. -
التموقع الجغرافي
تقع تايلند في قلب جنوب شرق آسيا، مما يجعلها نقطة ارتكاز لأي تحرك أمريكي عسكري أو اقتصادي في المنطقة، خاصة في ظل التوترات بالبحر الجنوبي الصيني.
ماذا تريد أمريكا من تايلند؟
الولايات المتحدة لا تنظر إلى تايلند كدولة عادية، بل كقطعة في رقعة شطرنج دولية تُدار ضد الصين. ويمكن تلخيص الأهداف الأمريكية من العلاقة مع تايلند في عدة نقاط:
1. كبح نفوذ الصين
واشنطن تسعى لمنع تايلند من التحول الكامل إلى orbit صيني، لذلك تحاول الإبقاء على شراكات عسكرية وأمنية واقتصادية قائمة، وتقديم بدائل مغرية للاستثمارات الصينية.
2. الحفاظ على النفوذ العسكري
القواعد الجوية الأمريكية في تايلند كانت ذات دور حيوي في حروب سابقة (كحرب فيتنام)، وهي اليوم ورقة احتياطية لأي تصعيد مستقبلي في المنطقة، خاصة إذا تعرقلت حرية الملاحة في المحيط الهادئ.
3. مراقبة المحيط الهندي والبحر الجنوبي
تايلند تُستخدم كنقطة مراقبة وتحليل استخباراتي ضمن استراتيجية "الحزام العازل" حول الصين، ومنطقة الإندو-باسيفيك صارت جوهر السياسة الخارجية الأمريكية.
4. ضمان الاستقرار دون دعم الاستبداد
أمريكا تحاول تحقيق توازن: لا تريد دعمًا صريحًا للحكم العسكري أو تقويض الديمقراطية (لأسباب داخلية تتعلق بصورة أمريكا كمدافع عن "القيم")، لكنها في الوقت نفسه لا تريد خسارة تايلند لصالح الصين.
خلاصة تحليلية
تايلند ليست هدفًا أمريكيًا بذاتها، بل أداة ضمن صراع النفوذ العالمي. وما تريده أمريكا حقًا هو منع الصين من تطويق آسيا بالكامل، وذلك عبر الإبقاء على شبكة تحالفات مرنة، حتى وإن كان بعضها غير مثالي سياسيًا.
أما تايلند، فهي تمارس براغماتية آسيوية كلاسيكية: تستفيد من الطرفين، وتُبقي أبوابها مفتوحة للشرق والغرب، وتلعب بورقة "الدولة المتأرجحة" للحصول على أقصى قدر من النفوذ والسيادة.