
آليات التضييق على المقاومة
تعتمد القوى الغربية وأنظمة الوصاية المحلية عدة أدوات لضرب خيار المقاومة، منها:
- الإعلام الموجه والمضلل: يعمل على تشويه صورة المقاومة، وتصويرها كعنصر تهديد أمني أو إرهابي، متجاهلاً أبعادها الوطنية والتاريخية، ما يسهم في تقليل التأييد الشعبي وتبرير الحملات ضدها.
- التمويل المقيّد: إعاقة وصول التمويل إلى الفصائل المقاومة، أو فرض شروط على الدعم المالي تقيّد قدرتها على العمل، ما يضعف البنية التنظيمية والمادية للمقاومة.
- الشيطنة السياسية: تستهدف قيادة المقاومة وشخصياتها، من خلال حملات تشويه تستهدف سمعتها، وتسعى إلى زرع الانقسامات داخل الصفوف المقاومة أو بين مكوناتها.
التضليل الإعلامي: صناعة الوعي الزائف
التضليل لا يقتصر على التشويه، بل يمتد إلى خلق سرديات موازية تحاول فصل المقاومة عن أصولها الوطنية، وتحويل الصراع إلى مجرد مواجهة أمنية مع الإرهاب، ما يخدم مشاريع الهيمنة ويبعد الجمهور عن حقيقة الظلم والاستعمار.
هل تلوح نهاية ناعمة للمقاومة؟
رغم كل هذه الضغوط، تبقى المقاومة خيارًا حيًا ومتجذرًا في الوعي الشعبي، لكن استمرار التضييق والتضليل يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرتها على الاستمرار بنفس القوة والتأثير، خصوصًا في ظل افتقادها للدعم السياسي المفتوح من الأنظمة الوطنية، وحصار الموارد.
إن الرسالة التي ترسلها هذه الضغوط تهدف إلى استنزاف المقاومة تدريجيًا، وفرض حلول مرحلية تُبعدها عن المسار التحرري الحقيقي، وتحولها إلى أدوات تابعة أو محدودة التأثير.
الخاتمة: المقاومة كمعركة وجودية
يبقى خيار المقاومة في جوهره معركة وجودية بين الاستقلال والسيطرة، بين الهوية والتحييد، وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها والهيمنة الخارجية. إن صمود هذا الخيار أو تراجعه سيكون مؤشراً دقيقاً على مستقبل المنطقة بأسرها.