
أمريكا وتحالفاتها: هل تواصل الالتزام أم تسحب البساط؟
الولايات المتحدة التي تعيش مأزقًا استراتيجيًا، تبحث اليوم عن تقليل أعباء الحروب المكلفة عبر تجديد تحالفاتها بطريقة تحفظ مصالحها. لكنها تواجه تحديًا مزدوجًا:
-
تحالفات راسخة في الخليج التي تعتمد على ضمان الحماية الأميركية، قد تشعر بالقلق من احتمال تراجع واشنطن عن التزاماتها الأمنية، وهو ما قد يدفعها للتقارب مع قوى أخرى، منها روسيا والصين، بحثًا عن بدائل.
-
إسرائيل التي تشكل حجر الزاوية في السياسة الأميركية بالمنطقة، قد تجد نفسها أمام خيار مضاعفة الاعتماد على دعم واشنطن التقليدي، مع ضغط من واشنطن للقبول بتسويات إقليمية، ما قد يغير من ديناميكيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
روسيا: اللاعب الجديد واللافت في المشهد الشرق أوسطي
بوتين، من خلال دعمه المتوازن لبعض الفصائل وتحالفاته في سوريا ولبنان، يسعى لاستغلال هذا اللقاء لإعادة نفوذ روسيا على حساب التراجع الأميركي المحتمل. لقاء ألاسكا قد يكون نقطة انطلاق لتوسيع نفوذ موسكو في المنطقة، خاصة إذا شعرت دول الخليج وإيران بأن واشنطن غير قادرة على تقديم ضمانات كافية.
إيران: بين الانفتاح الدبلوماسي واستراتيجيات المواجهة
إيران تراقب بحذر تحركات القوى العظمى، وتسعى للاستفادة من أي تراجع أميركي لصالح توسيع دائرة تأثيرها عبر أذرعها الإقليمية. مفاوضات ألاسكا قد تضغط على واشنطن للبحث عن حلول إقليمية أكثر توازنًا، قد تتضمن قبول بعض “الخطوط الحمراء” الإيرانية.
الخلاصة:
لقاء ألاسكا لا يمثل فقط محاولة لوقف نار في أوروبا، بل هو فصل من فصول إعادة كتابة تحالفات الشرق الأوسط، التي ستكون حتمًا أكثر تعقيدًا وتعددية الأقطاب.
الرهان الأميركي على إعادة بناء دور “الحاكم” في المنطقة لن يكون سهلاً، وسط ضغوط داخلية متزايدة وحضور إقليمي متغير.
في نهاية المطاف، الشرق الأوسط أمام مرحلة حساسة من إعادة التوازن، قد تُعيد رسم خريطة تحالفاته على وقع تحديات جديدة ومخاطر تفكيك قديمة.