
لماذا تتخذ بعض الحكومات العربية موقفًا ضد حماس؟
1. حماس كتهديد للاستقرار الداخلي
بالنسبة لكثير من الحكومات العربية، حركة حماس تُعتبر نموذجًا للمقاومة التي تعتمد على قاعدة شعبية قوية وأيديولوجية إسلامية سياسية نشطة. هذه التجربة تُرى على أنها قد تلهم حركات مشابهة داخل دولهم، خصوصًا في بلدان تواجه احتجاجات شعبية أو مطالب بالإصلاح السياسي. لذلك، يُنظر إلى دعم حماس أو حتى تواطؤها مع الجماهير كتهديد محتمل لاستقرار النظام الداخلي.
2. التوازن الإقليمي والضغوط الدولية
العديد من الدول العربية تعمل ضمن منظومة مصالح إقليمية متشابكة، مع الولايات المتحدة وإسرائيل ودول خليجية. أي دعم مباشر لحماس قد يُفسر على أنه معارضة لهذه القوى، وقد يؤدي إلى عقوبات اقتصادية أو سياسية. لذلك، تُختار سياسة التباعد أو المعارضة لتفادي تداعيات خارجية مباشرة.
3. الخلافات الأيديولوجية والسياسية
حماس تعتمد على أيديولوجية إسلامية سياسية مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وهو تيار مثير للجدل في المنطقة. بعض الحكومات العربية ترى في هذا التيار تهديدًا لاستقرارها السياسي الداخلي، فالموقف ضد حماس جزء من سياسة عامة لاحتواء الإخوان وكل الفروع المرتبطة بها.
4. الرغبة في الوساطة أو السيطرة على القضية الفلسطينية
بعض الحكومات العربية تفضل أن تكون هي الوسيط الوحيد أو المتحكم في عملية السلام مع إسرائيل، ولا تريد أن تظهر حركة مستقلة مثل حماس كطرف فاعل يفرض معادلات على الأرض. لذلك، تتخذ موقفًا ضد الحركة لضمان أن تظل السيطرة على المسار السياسي الفلسطيني تحت سقف تحالفاتها ومصالحها.
التحليل النقدي النهائي
الموقف العربي ضد حماس ليس مجرد مسألة رفض المقاومة أو تضامن مع إسرائيل، بل هو موقف مرتبط بحسابات داخلية وإقليمية دقيقة. الحكومات تخشى أن تصبح حماس نموذجًا يُحتذى به داخليًا أو أداة ضغط إقليمي، وهذا يوضح أن السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية غالبًا ما تُدار وفق مصالح الأنظمة أكثر من مصالح الشعب الفلسطيني نفسه.