
الخطاب المعلَن: أهداف كبيرة بلا ترجمة
- حماية السعودية من «خطر الحوثيين».
- إعادة الشرعية إلى صنعاء.
- كبح النفوذ الإيراني داخل اليمن.
- تأمين الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب.
الواقع: لم تُستعد الشرعية، النفوذ الإيراني ترسّخ عبر علاقة أوثق مع أنصار الله، وتهديد العمق السعودي/الإماراتي بالصواريخ والمسيّرات صار أكبر من قبل.
الحصيلة الفعلية على الأرض: تفتيت ممنهج
- إعادة هندسة الجغرافيا السياسية: تعدد كيانات وسلطات متوازية (أنصار الله/الحوثيون، المجلس الانتقالي الجنوبي، قوات وقوى محلية مدعومة)، ما يعمّق غياب المركز.
- سيطرة على السواحل والجزر (خصوصًا إماراتيًا): نفوذ على موانئ ومحاور كعدن والمخا وشبوة وسقطرى، ضمن مشروع بحري يمتد من الخليج إلى القرن الإفريقي.
- تعطيل قيام دولة موحَّدة قوية: وهو مكسب استراتيجي لمن يريد منع نشوء جارٍ يمني متماسكٍ وقادر.
من «حرب الحسم» إلى «حرب الاستنزاف»
- فشل كسر الخصم عسكريًا: تحوُّل الحوثيين إلى قوة صاروخية/مسيرة قادرة على الردع النسبي.
- امتداد زمني بلا نهاية واضحة: ما يُحوِّل الكلفة التراكمية إلى عبء استراتيجي يفوق أي مكاسب تكتيكية.
كلفة السمعة والاقتصاد
- استنزاف مالي وعسكري بمليارات الدولارات دون عائد مستقر.
- اهتزاز الصورة الدولية بسبب سجل إنساني مثقل، ما قيّد حرية الحركة السياسية والإعلامية.
- تآكل الردع: كل جولة تصعيد تُظهِر هشاشة البنية الدفاعية أمام تهديدات غير متناظرة منخفضة الكلفة.
باب المندب: رافعة نفوذ لا ضمان أمن
تأمين الملاحة كان شعارًا مركزيًا، لكن:
- التأمين الحقيقي يتطلب دولة يمنية مستقرة وشرعية محلية، لا ترتيبات أمنية خارجية قصيرة النفس.
- الترتيبات الراهنة تربط أمن الممرات بمليشيات وشبكات تمويل وتحالفات متقلبة—أي أمن مشروط لا بنية دائمة.
هشاشة الوجود الإماراتي في السواحل والجزر

- خطوط إمداد طويلة وقابلة للقطع مع أي تبدل إقليمي.
- غياب عمق ديمغرافي/جغرافي يحول دون تحمل استنزاف طويل.
- افتقار لغطاء اجتماعي يمني: نفوذ معتمد على وكلاء وتمويل، لا على قبول محلي راسخ.
- قابلية الانعزال بتحول سعودي: أي تفاهم سعودي–صنعاء يضع الإمارات أمام معادلة صعبة في الجنوب.
النتيجة: مكاسب إماراتية مؤقتة تصلح كورقة تفاوض، لا كأساس «أمر واقع» دائم.
«الجبر السياسي»: الهيمنة بإنتاج الضعف
جوهر المكسب الحقيقي للتحالف لم يكن «النصر»، بل هندسة هشاشة بنيوية تُبقي اليمن ضعيفًا ومجزّأً، بما يسمح بإدارة الإقليم عبر توازنات قسرية وتدفقات نفوذ عابرة للحدود. هذا هو منطق «الجبر السياسي»: صناعة نتائج سياسية بالإكراه الهيكلي لا بالحسم العسكري.
سيناريوهات استعادة الجزر والمرافئ
- تحول في موقف الرياض نحو تسوية شاملة يُعاد معها ترتيب الجنوب.
- اصطفاف يمني أوسع يوحّد بنية القرار في ملفات الساحل والجزر.
- استراتيجية استنزاف بحرية/لوجستية تُضعف خطوط الإمداد البعيدة.
- تبدلات دولية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي تُقلّص هامش المناورة الإماراتي.
خلاصة المسار: التحرير محتمل مع تغيّر ميزان القوى أو التحالفات، لأن الوجود الحالي لا يستند إلى شرعية محلية صلبة ولا إلى عمقٍ استراتيجي كافٍ.
خلاصة مركّزة
- الأهداف المعلنة لم تتحقق؛ الواقع هو استنزاف طويل وتفتيت للدولة اليمنية.
- المكاسب الإماراتية في السواحل والجزر هشّة وقابلة للتراجع.
- المكسب «الثابت» هو إبقاء اليمن ضعيفًا ضمن معادلة الجبر السياسي.
- استعادة الجزر والموانئ سيناريو واقعي بمجرد تبدّل الموازين أو إعادة اصطفاف سعودي–يمني.