
منطق الإبادة: العرق في مواجهة الأمن
- النازية رفعت شعار "النقاء العرقي" وأرادت إزالة اليهود كجماعة بشرية من أوروبا.
- إسرائيل ترفع شعار "الأمن القومي" وتتعامل مع الفلسطينيين كجماعة يجب تفكيكها واقتلاعها من أرضها.
المضمون واحد: الآخر لا يملك حق الوجود.
أدوات القتل: من غرف الغاز إلى القصف الذكي
- في أوروبا القرن العشرين: غرف غاز، معسكرات، بيروقراطية للتصفية.
- في غزة القرن الحادي والعشرين: طائرات إف-16، صواريخ موجهة، حصار وتجويع، ومنع للماء والدواء.
الإبادة تطورت من أسلوب بدائي إلى تكنولوجيا قتل حديثة تُدار كعملية عسكرية "نظيفة" في خطاب الإعلام.
خطاب التبرير: التطهير العرقي ومكافحة الإرهاب
- النازية وصفت اليهود بـ"الطفيليات" المهددة للمجتمع الألماني.
- إسرائيل تصف الفلسطينيين بـ"الإرهابيين" وتحوّل المدنيين إلى أهداف مشروعة.
كلا الخطابين يؤدي وظيفة واحدة: نزع إنسانية الضحية لتسهيل إبادتها.
موقف العالم: من نورمبرغ إلى الفيتو
- بعد النازية: محاكم نورمبرغ، إدانة جماعية، وصناعة ذاكرة رسمية للهولوكوست.
- بعد إسرائيل: فيتو أميركي، غطاء أوروبي، ورفض أي محاسبة في المحكمة الجنائية الدولية.
هنا يظهر الاستثناء: العدالة صارت انتقائية، والضحايا ليسوا متساوين في القيمة الإنسانية.
الذاكرة والواقع: جريمة ماضية وجريمة حاضرة
- الهولوكوست: انتهت وصارت رمزاً تاريخياً يوظَّف سياسياً.
- غزة: جريمة تُرتكب الآن أمام العالم، والذاكرة تُكتب مباشرة على شاشات البث.
المفارقة أن إسرائيل تستند إلى ذكرى إبادة سابقة كي تبرّر إبادتها الحالية.
مقارنة مباشرة
إذا كانت النازية قد أبادت اليهود باسم "العرق"، فإن إسرائيل تُبيد الفلسطينيين باسم "الأمن". وإذا كانت الأولى مارست القتل عبر غرف الغاز والمعسكرات، فإن الثانية تفعل ذلك بالقصف الجوي والحصار. وإذا كان العالم قد حاكم النازية في نورمبرغ، فإنه يحمي إسرائيل بالفيتو. الفارق ليس في حجم الدم وحده، بل في الموقف الأخلاقي العالمي: جريمة انتهت فحوسبت، وأخرى مستمرة فتُشرعن.
خاتمة
المقارنة لا تُبنى على تطابق شكلي، بل على البنية المشتركة للجريمة: الإبادة بوصفها وسيلة لإقصاء شعب بأكمله. النازية سقطت تحت محاكم التاريخ، أما إسرائيل فما زالت محمية، لتصبح أول مشروع إبادة يُدار بغطاء دولي كامل. وهنا تكمن خطورة اللحظة: التاريخ لا يعيد نفسه، بل يُنتج نسخة جديدة أكثر وقاحة، إذ تتحول الضحية السابقة إلى جلاد معاصر.