
أبل: الخسارة محدودة والهيمنة مستمرة
أبل بقيت نسبيًا محصّنة أمام المنافسة الصينية. صحيح أن هواوي نافستها في الفئة العليا قبل الحظر الأمريكي، لكن مكانة آيفون كرمز اجتماعي وثقافي لم تتأثر كثيرًا. حتى مع توسع شاومي وأوبو في الأسواق العالمية، ظلّت أبل محافظة على قاعدة مستهلكين مخلصين لا يقيسون الهواتف بالمواصفات التقنية فقط، بل بالمنظومة الكاملة (iOS، متجر التطبيقات، الخدمات السحابية).
لكن هذا لا ينفي أن أبل فقدت بعض الزخم في أسواق ناشئة ضخمة مثل الهند وأفريقيا، حيث الهواتف الصينية الأرخص صارت الخيار الأول، ما يحد من قدرة أبل على التوسع خارج شريحة النخبة العالمية.
سامسونج: الخاسر الأكبر من المنافسة الصينية
سامسونج تضررت أكثر بكثير من أبل. الشركة الكورية بنت نجاحها على الانتشار العالمي وتعدد الفئات: من الهواتف المتوسطة إلى الرائدة. لكن هنا ضربتها الشركات الصينية بقوة:
- في الفئة المتوسطة: شاومي وريلمي وفيفو سيطرت على الأسواق الناشئة بفضل أسعار أقل ومواصفات مغرية.
- في الفئة الرائدة: هواوي سابقًا، ثم شاومي وأوبو الآن، اقتحمت المجال بمنتجات مبتكرة (كاميرات متقدمة، شحن سريع، شاشات متطورة) تنافس مباشرة جالاكسي.
- في السوق الصيني: سامسونج انهارت تقريبًا، حيث لم تعد تملك حضورًا يُذكر أمام الشركات المحلية.
النتيجة أن سامسونج وجدت نفسها في موقع دفاعي: ما زالت الأولى عالميًا من حيث الحصة السوقية، لكن أرباحها وهوامشها تقلصت، وصارت معركتها الأساسية الحفاظ على مواقعها لا التوسع فيها.
مدى الخسارة: فروقات في العمق
- أبل: خسارتها سطحية ومحصورة في بعض الأسواق الناشئة، لكنها ما زالت تحتكر شريحة النخبة العالمية، ولم ينجح أي صيني في إسقاط صورتها الرمزية.
- سامسونج: خسارتها عميقة، خصوصًا في الأسواق النامية التي بنت عليها نجاحها، وفي السوق الصيني الذي كان يمكن أن يكون رافعة استراتيجية. تقدم الصينيين جعلها تتحول من لاعب هجومي إلى لاعب دفاعي، وهو تحول استراتيجي مؤثر على مستقبلها.
الخلاصة: مقاومة أبل وتراجع سامسونج
الصعود الصيني لم ينجح في إسقاط أبل، لكنه كبّل قدرتها على التوسع الأفقي خارج شريحة معينة. أما سامسونج، فقد تضررت مباشرة وخسرت أسواقًا ومكانة، وأصبحت مهددة على المدى الطويل إن استمر الزحف الصيني بنفس الوتيرة. بعبارة أخرى: الغرب ما زال يملك "رمزًا" (أبل)، لكنه بدأ يخسر "السوق" (سامسونج) لصالح منافسين صينيين يصعدون بثبات.