
التوتر المحكوم بسقف الخطاب
كلما حدث اعتداء مباشر، يعلو سقف اللغة الإعلامية: "تصعيد خطير"، "تهديد للأمن الإقليمي"، "اعتداء غير مبرر". لكن سرعان ما ينكفئ الموقف إلى إدارة الأزمة لفظيًا بدل التعامل معها كتحول استراتيجي. بهذا، يبقى التوتر حبيس العناوين، لا يترجم إلى فعل سياسي أو عسكري.
ماذا لو تكرر القصف؟
السيناريو الأرجح أن تكرار الضربات لن يُخرج الاستجابات عن الإطار نفسه، بل سيكرس النمط أكثر:
-
تصعيد إعلامي أكبر: بيانات أشد حدة، مؤتمرات طارئة، عناوين مضخمة.
-
تضخم الخطاب: استخدام مفردات مثل "انتهاك للسيادة" أو "جريمة حرب"، لكن دون خطوات مقابلة.
-
تحريك داخلي: توظيف الحادث لتشديد القبضة الأمنية وتعزيز شرعية النظام أمام الجمهور المحلي.
-
تواصل خلفي: استمرار القنوات غير المعلنة مع تل أبيب لتأمين مصالح اقتصادية وأمنية.
-
إعادة إنتاج اللاجدوى: يصبح الشجب نفسه جزءًا من إدارة التوتر، لا أداة لتغييره.
حدود الموقف الدولي
الولايات المتحدة وحلفاؤها لن يسمحوا بانزلاق الخليج إلى مواجهة مفتوحة. أي ضربة جديدة ستُدرج في خانة "الحوادث العابرة"، وتُدار بمنطق احتواء الضرر، لا التصعيد. هنا يتضح أن الموقف الدولي يرسم سقفًا واضحًا: المسموح هو الضجيج الإعلامي، الممنوع هو الفعل السياسي الحقيقي.
دلالة المشهد
المعادلة التي تكشفها هذه الضربة وما قد يليها هي أن المنطقة تُدار كمنطقة منزوعة الفعل:
- الأنظمة مقيدة بخوف من المواجهة.
- القوى الكبرى تضبط إيقاع التوتر عند حدود الإعلام.
- الشعوب تُترَك أمام مشهد متكرر من الغضب والإحباط.
النتيجة أن التوتر يصبح روتينًا، والقصف نفسه قد يتحول إلى حدث مألوف لا يستدعي سوى نسخة جديدة من البيان القديم.