
الحرب بالوكالة: أوروبا خط الدفاع الأول
منذ البداية، تعاملت واشنطن مع أوكرانيا كـ"حصن متقدم" في وجه موسكو، بينما بقيت الأراضي الأمريكية بعيدة عن أي خطر مباشر. أوروبا بدورها تعرف أنها في أي مواجهة مع روسيا ستصبح خط الدفاع الأول، وأن الكلفة ستدفع من أمنها واقتصادها، لا من أراضي الولايات المتحدة.
مأزق القرار الأوروبي
السياسيون الأوروبيون يعيشون مفارقة: فمن جهة، التزاماتهم الأطلسية تفرض عليهم السير خلف واشنطن؛ ومن جهة أخرى، يدركون أن أي تصعيد مع روسيا قد يفتح أبواب جحيم لا يمكن السيطرة عليه. ولهذا نرى أوروبا مترددة، تُصعّد بالتصريحات وتبطئ بالفعل، لأنها تعرف أن المغامرة المباشرة قد تجعلها "أوكرانيا ثانية".
الخوف من سيناريو كييف
أوكرانيا تحولت إلى ساحة دمار تُدار من الخارج. هذا السيناريو يثير قلقًا واسعًا داخل أوروبا:
- هل ستُترَك باريس أو برلين أو وارسو تواجه مصيرًا مشابهًا؟
- وهل ستكون واشنطن على استعداد للتضحية من أجلها، أم ستكتفي بالدعم المادي والتسليح كما فعلت مع كييف؟
أوروبا بين المطرقة والسندان
موسكو لا تخفي أنها ترى أي توسع للناتو اعتداءً وجوديًا يستدعي الرد، فيما تدفع واشنطن حلفاءها نحو مزيد من المواجهة. النتيجة أن أوروبا عالقة بين المطرقة والسندان: إن لم تصعّد تخشى الهيمنة الروسية، وإن صعّدت تواجه خطر حرب شاملة ستجري على أرضها وحدها.
الخلاصة
أوروبا اليوم أمام اختبار وجودي: هل ترضى أن تظل تابعة لواشنطن حتى لو كان الثمن أن تتحول إلى ساحة حرب كبرى؟ أم تبحث عن سياسة مستقلة تحفظ أمنها بعيدًا عن لعبة الاستنزاف الأمريكي؟
الجواب لم يتضح بعد، لكن المؤكد أن شبح "الأوكرنة" يخيّم على كل عاصمة أوروبية، وأن القارة القديمة تخشى أن تصبح ضحية جديدة في صراع القوى العظمى.