مقدمة: داعش: القناع... والوظيفة

مقدمة تأطيرية لسلسلة مقالات: “داعش – القناع والوظيفة” 
كثيرًا ما يُروى عن “داعش” بوصفه تنظيمًا إرهابيًا منفلتًا، نشأ في الفراغ وخرج من الظلام. 
لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من هذا التبسيط المريح. 

فما الذي يجعل تنظيمًا يدّعي “الخلافة الإسلامية” يقتل أهل الإسلام ويُجهض الثورات ويُفرغ مفاهيم الجهاد والخلاص من مضمونها؟ 

ومن الذي سهّل صعوده، وموّل توسعه، وغض الطرف عن مجازره، بل استفاد سياسيًا من وجوده؟ 

هذه السلسلة من المقالات لا تكتفي بتوثيق جرائم التنظيم، بل تحاول تفكيك القصة من أساسها: 

من أين جاءت الشرعية الخطابية التي خدعت آلاف الشباب؟ 
من سهّل مرور المقاتلين؟ 
من استفاد من إجهاض الثورة السورية وتشويه المقاومة العراقية؟ 
وكيف تحول “الخطر الإرهابي” إلى مبرر لإعادة رسم خرائط النفوذ والطوائف والجيوش؟ 

في هذا الملف، نعرض أربعة مفاتيح نقدية ضرورية لفهم ظاهرة داعش، لا بوصفها حادثًا طارئًا، بل أداة جيوسياسية، خُلقت بخطاب مقدّس ووظيفة خفية، ثم تُركت لتحترق حين انتهت مهمتها. 

هذه ليست مقالات في اللعن، بل محاولة لفهم من صنع الوحش، ومن لبّاه، ومن تواطأ بالصمت. 

المقالات ضمن الملف: 

  • خلافة على جماجم المسلمين: أكذوبة الخلاص التي ذبحت أهلها: تحليل نقدي لخطاب داعش “الديني” وتفكيك وظيفته كأداة لتشويه المفاهيم الإسلامية وإجهاض المقاومات. 
  • الاعترافات القاتلة: هل صنعت أمريكا تنظيم داعش: قراءة في التصريحات الغربية المسربة والرسمية حول دور الولايات المتحدة في صناعة التنظيم وتوظيفه. 
  • الخليج وتمويل داعش: بين خطاب الإنكار والحقائق الصامتة: تحليل العلاقة المعقدة بين بعض دول الخليج والتنظيم، بين التمويل المباشر وغير المباشر والتواطؤ الإعلامي. 
  • الطريق إلى داعش يمر من أنقرة: من سهّل عبور المقاتلين الأوروبيين؟.. تحقيق في الدور التركي غير المعلن في تمرير المقاتلين الأجانب، وسكوت الغرب عن ذلك لأغراض سياسية. 

⚠️ تنويه تحريري 

السلسلة لا تهدف إلى الاتهام أو التعميم، بل إلى فتح ملف مسكوت عنه بعين تحليلية نقدية مستقلة، تعتمد على الوقائع الموثقة، والتصريحات الصادرة عن مصادر رسمية أو موثوقة، والمقارنة بين الخطاب المعلن والسلوك الفعلي. 

نحن هنا لا نُدين جهة بعينها، بل نفكك كيف تحوّل الدين إلى أداة، والجماعات إلى وكلاء، والخطاب الجهادي إلى أداة هندسة سياسية تخدم مراكز القرار في العالم.
أحدث أقدم
🏠