
يبدو الحب في أحيان كثيرة كقصة ملحمية، لكنها ليست دائمًا من النوع الجميل.
حين نحب من يعذّبنا، من يؤلمنا، من يكسرنا بالكلمات أو بالأفعال، نُطرح أسئلة تقشعر لها الأبدان: لماذا نعود؟ لماذا نصبر؟ لماذا نُبرر الألم؟
هل هذا الحب؟ أم أنه نوع من المازوخية العاطفية؟ هل حب الذات هنا مفقود؟ أم أن ثمة غريزة غامضة تدفعنا نحو الألم؟
مازوخية العاطفة: هل هي فطرة أم تعلّم؟
المازوخية العاطفية ليست فقط حالة نفسية، بل سلوك معقد يمتزج فيه الماضي بتشكيل الشخصية، والتجارب الأولى للطفولة، وعلاقاتنا مع من أحببناهم سابقًا.
حين يُحب الإنسان من يعذّبه، قد يكون هذا انعكاسًا لما تعلمه عن الحب: الألم مرتبط بالاهتمام، والصبر هو دليل على الوفاء، والجرح اختبار لقوة العلاقة.
هذه الديناميكية تُغرس في الذاكرة العاطفية، فتجعلنا نُعيد إنتاجها بلا وعي، وكأن الألم هو السعر الواجب دفعه مقابل الحب.
الحيرة بين الحب والتعلق المرضي
في هذه الحالات، نكون أمام تعلّق مرضي، حيث يُصبح الحب مشروطًا بالألم، أو أن الألم هو جزء لا يتجزأ من العلاقة.
هذا لا يعني أن جميع العلاقات المؤلمة مريضة، لكن حين يصبح الألم نمطًا دائمًا، وحين يُكرر الطرف المتألم تبريرات مُعقدة للاحتفاظ بالعلاقة، يجب أن نعيد النظر.
هل نحن نحب الجرح أم الشخص؟
سؤال مؤلم، لكنه ضروري: هل نحب فعلًا الآخر، أم أننا نحب الدور الذي يلعبه الألم في حياتنا؟
هل الألم هو تذكرة وجود، وشعور بالذات، حتى لو كان سلبيًا؟
خلاصات
- الحب لا يجب أن يكون مؤلمًا، لكن كثيرًا ما تكون علاقتنا مع الألم جزءًا من تكوينها.
- التكرار اللاواعي للأنماط المؤلمة قد يكون محاولة لإصلاح جروح قديمة.
- الوعي هو الخطوة الأولى نحو التحرر، والشفاء يبدأ بفهم هذه الديناميكية.