حروبنا وسيناريوهاتهم: فلسطين.. مقاومة مستمرة في وجه الوصاية والتضليل

فلسطين بين النضال والوصاية

الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مجرد صراع على الأرض، بل تجربة مركبة من النضال السياسي والمقاومة، ملوّنة بتدخلات عربية ودولية، وسيطرة سرديات إعلامية تفرض رؤى وتوجهات تحد من الفعل الفلسطيني الحقيقي. فلسطين ليست فقط مسرحًا للصراع مع الاحتلال، بل مسرح لتداخل مصالح إقليمية ودولية توظف القضية لتحقيق أجنداتها.

خلفيات الصراع الحقيقية

منذ النكبة وحتى اليوم، مرت القضية الفلسطينية بتحولات استراتيجية، استُغل فيها الانقسامات الداخلية، وتم توظيف الدعم العربي والدولي ضمن أطر تقيد حركة المقاومة، وتحول القضية من تحرير كامل الأرض إلى مطالب مرحلية تحت ضغوط دولية، ما أدى إلى تعميق المأساة الفلسطينية.

من يكتب السيناريو؟

المشهد الفلسطيني يُدار بشكل مركب بين الاحتلال الإسرائيلي، القوى العربية الرسمية، والداعمين الدوليين، حيث تُفرض قيود على المقاومة المسلحة والسياسية، ويُرسم مسار التفاوض والسيطرة على الأرض بشروط تخدم الاحتلال وأجندات خارجية.

أدوات التحكم: المال والسلاح والإعلام

التقنين في الدعم المالي والسياسي، ومراقبة الأسلحة التي تصل إلى فصائل المقاومة، إلى جانب الإعلام العالمي الذي يُبرمج سرديات تحجّم المقاومة وتصورها كإرهاب، كلها أدوات لإدارة الصراع وتوجيهه في مسارات محددة.

المسرح المحلي: الفصائل الفلسطينية

الفصائل مثل حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها، تتحرك ضمن حدود ضيقة من النفوذ والدعم، في ظل رقابة مشددة وتحكم إقليمي ودولي، مما يعيق توحيد الصف الفلسطيني ويُضعف القوة الجماعية.

النتائج والمستفيدون

الاحتلال الإسرائيلي يحافظ على مصالحه الاستراتيجية، والدول الداعمة تستثمر القضية الفلسطينية لتحقيق استقرار إقليمي في إطار الوصاية الخارجية، فيما يُحرم الفلسطينيون من حق تقرير مصيرهم الكامل.

تحوير المسار: من مقاومة لتحول تدريجي

تحولت حركة المقاومة عبر العقود إلى نظام دعم وتفاوض مقيد، يكرّس الوضع القائم ويبعد القضية عن تحرير كامل الأرض، في سيناريو محكم لتفتيت الجبهة الفلسطينية.

خاتمة: هل كانت هذه حربنا؟

فلسطين ليست فقط أرض مقاومة، بل مسرح لصراع مصالح خارجية تحاول ضبط إيقاعه. إدراك ذلك هو خطوة نحو استعادة المبادرة، والرفض الحقيقي للوصاية التي تحوّل قضية التحرير إلى لعبة دولية لا تنتهي.

القضية الفلسطينية تبقى رمزًا لصراع أعمق من مجرد احتلال أرض، إنها معركة تحكمها مصالح إقليمية ودولية تحاول فرض وصايتها وتقنين خيارات المقاومة، وتوجيه مسار النضال ضمن أطر تضيق من أفق التحرير الكامل. فهم هذا الواقع يُعيد بناء الوعي الفلسطيني والعربي، ويفتح الباب أمام مقاومة حقيقية تُحرر الإرادة بعيدًا عن قيود الأجندات الخارجية.

سلسلة: حروبنا وسيناريوهاتهم

+
أحدث أقدم

ويجيد بعد المقال


تنويه: هذا المقال (أو المحتوى) يقدم تحليلاً إعلامياً موضوعياً، ويخلو تماماً من أي تحريض أو دعوة للعنف، ويعكس رؤية نقدية متوازنة للأحداث، مع الالتزام التام بالأطر القانونية والمعايير المهنية.